الرجولة بالفعل و البناء و ليست بتقسيم الامم و الشعوب: هكذا ارادها الملك ان تكون

المحرر من الرباط

 

لقد بات قادة الدول الافريقية، و معهم جميع الافارقة، شبه متأكدين من ان جميع الانشطة الملكية التي لها علاقة بتنمية القارة السمراء، تكتسي الصدق و العزم على النهوض بمستوى هذه القارة، في وقت لا يجد فيه الخصوم و على راسهم الجزائر ما يبررون به مواقفهم، بعدما استطاع الملك اليوم، أن يتبث للنيجيريين فحوى علاقته بالقارة السمراء و حبه لها، الذي هو أكبر من أن تؤثر عليه اشاعات جزائرية نابعة من قلب حقود، شاءت الاقدار أن يتحول من جار و أخ الى عدو لذوذ يسعى الى اثارة الفتنة داخل المغرب.

 

الاتفاقيات التي وقعها اعضاء الوفد المرافق للملك محمد السادس، اليوم بالعاصمة النيجيرية، تؤكد و باللملموس، بان هذا البلد الصديق، قد تاكد اخيرا من ان ما يروج له العدو، لا يدخل في اطار المصلحة الافريقية المنشودة، بقدر ما هو عبارة عن محاولات دنيئة، تهدف بالاساس الى تقسيم الدول الافريقية و اضعافها، حتى تظل خاضعة للاقطاب و التحالفات، و لو أن ما تروج له الجزائر كان صادقا فعلا، لتمخضت عنه مشاريع مماثلة، تخدم القارة السمراء، و تجعلها قوة دولية على جميع المستويات.

 

و من بين الاشياء التي تدل على صدق الملك محمد السادس، و تعلقه بتنمية القارة الافريقية، الاتفاقيات الموقعة في مجال المساحات الخضراء، و التي تعتبر تكميلا لما تمخض عنه الكوب22، من توصيات عقب القمة الافريقية التي نظمت على هامشه، حيث لم يمضي وقت طويل على انتهاء هذا الحدث، حتى بدأت توصياته تترجم على ارض الواقع، في اطار ردة فعل سريعة من الملك، أثبت من خلالها حسن نيته، و حبه للافارقة الذين يبقون الاصل بالنسبة لجميع المغاربة، و الذين لازال المغرب يعتبرهم اخوة و حلفاء، مهما حاول الحاقدون في توسيع الهوة بينه و بينهم.

 

من جهة أخرى، فان أنبوب الغاز الذي سيساهم المغرب في انجازه، حتى تستفيد منه دول شمال افريقيا، و غربها، يعكس مدى الاهمية التي من شأن المغرب أن يلعبها بعد عودته الاتحاد الافريقي، في وقت ظل الخصوم متشبثون بأوهام لم يتمخض عنها مشروع واحد لصنع البطاطس المقلية، بالمقارنة مع ضخامة هذا المشروع، الذي سيساهم بشكل كبير في تنمية العديد من الدول الافريقية، و سيكون حدثا لم يسبق له مثيل منذ عشرات السنين التي قضاها المغرب خارج الاتحاد الاسمر.

 

اتفاقيات متبادلة بين المغرب و نيجيريا، يرعاها الملك محمد السادس شخصيا، ستساهم لا محالة في توطيد العلاقات المغربية النيجيرية، و ستقرب الؤى التشاركية للبلدين، على امل انجاز المزيد من اتفاقيات التعاون، و تبادل الخبرات، التي سترقى بمستوى المغرب و نيجيريا على مستوى جميع المجالات، و ستشجع دولا اخرى على الانخراط في المسيرة التنموية التي يقودها الملك محمد السادس لصالح افريقيا، التي نستطيع أن نجزم على انها في الطريق الصحيح نحو التخلص من التبعية، و فرض الذات على المستوى الدولي بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك، الذي أظهر و بكل نكران للذات أن المغرب و مهما تقدم، فلا يمكن أن ينطلق الى الامام دون “الماما افريكا”، التي تعتبر المهد و الاصل بالنسبة لجميع المغاربة.

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد