بقلم: عمر الخياري
إن إطلاق مبادرات تهدف إلى إشراك الشباب في النقاش العام والسياسات العمومية، مثل مبادرة “جيل 2030” التي أطلقتها شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، يمثل خطوة إيجابية تستحق التنويه. فتمكين الشباب وإقحامهم في الحوار حول قضايا الوطن هو ركيزة أساسية لبناء جيل واعٍ ومسؤول قادر على الإسهام الفعلي في تنمية بلاده.
غير أن النجاح الحقيقي لهذه المبادرات لا يُقاس فقط بعدد اللقاءات المنظمة أو الساعات الطويلة التي تُخصص للنقاش داخل القاعات، بل يظهر أثره الحقيقي في الميدان، حيث يجب أن ينعكس هذا الزخم في مشاريع ملموسة تترك بصمة في حياة الشباب اليومية، سواء في التعليم، الرياضة، و عدد من البادرات الخيرية و غيرها، فالنقاش السياسي ضروري، لكنه لا يكون كاملاً دون ترجمة مخرجاته إلى تحولات واقعية يشعر بها المواطن في حياته.
كما أن أي مبادرة شبابية، كي تحقق أهدافها، ينبغي ألا تقتصر على من هم داخل الأحزاب أو المهتمين مسبقًا بالشأن السياسي، بل يجب أن تمتد لتشمل الشباب غير المنخرط سياسيًا، وهم الشريحة الأوسع التي تحتاج إلى تحفيزها على المشاركة، ليس فقط من باب الانتماء الحزبي، ولكن من منطلق الإيمان بأن السياسة هي أداة للتغيير الإيجابي، وأن مستقبل الوطن لا يمكن بناؤه إلا بمساهمة الجميع.
إن إشراك الشباب في القرار السياسي لا يعني فقط الاستماع إليهم، بل يتطلب تمكينهم من الأدوات اللازمة لصناعة الفرق، وربط الحوار السياسي بالعمل الميداني الفعّال، حتى تتحول الأفكار إلى واقع ملموس يستفيد منه الشباب المغربي، ويجعلهم يؤمنون بأن دورهم لا يقتصر على الاستماع، بل على الفعل والتغيير.