المغرب وفرنسا: شراكة أمنية متجددة لمواجهة التحديات المشتركة

المحرر الرباط

تشهد العلاقات الأمنية بين المغرب وفرنسا نقلة نوعية، معززة برغبة مشتركة في مواجهة التحديات العابرة للحدود، وعلى رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة. في هذا السياق، وصف وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو المغرب بأنه “شريك لا غنى عنه” في معركة الأمن الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن بلاده تعوّل على التعاون الوثيق مع المملكة لتعزيز استقرار المنطقة.

خلال لقائه بنظيره المغربي عبد الوافي لفتيت في الرباط، شدد المسؤول الفرنسي على أن التنسيق الأمني مع المغرب لم يعد خيارًا بل ضرورة ملحة. وأوضح أن التعاون بين الأجهزة المختصة في البلدين أثمر عن نجاحات ملموسة، منها تفكيك شبكات إرهابية وإيقاف شخصيات بارزة في عالم التهريب الدولي للمخدرات كانت مطلوبة من قبل العدالة الفرنسية.

هذا التناغم الأمني بين الرباط وباريس لا يقتصر على العمليات الميدانية فقط، بل يمتد إلى تبادل منتظم للمعلومات الاستخباراتية وتنسيق يومي بين الفرق المختصة، في إطار رؤية استراتيجية تعتبر أن الأمن أصبح ركيزة أساسية في العلاقة الثنائية. ويؤكد الطرفان أن هذه الشراكة تعكس عمق الثقة المتبادلة بينهما، وتبرهن على قدرة البلدين على بناء جبهة موحدة في مواجهة المخاطر الأمنية المتزايدة.

الوزيران استعرضا أيضًا آفاق تطوير هذا التعاون، مستندين إلى إعلان الشراكة المعززة الذي وُقّع خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب في أكتوبر 2024، حيث تم التأكيد على إعطاء الأولوية لملفات مكافحة التطرف وتفكيك الشبكات الإجرامية التي تهدد أمن البلدين على حد سواء.

وفي ظل بيئة إقليمية معقدة، يتطلع المغرب وفرنسا إلى تحويل هذا التعاون من مجرد شراكة تقنية إلى تحالف استراتيجي عميق يُعزز أمن ضفتي المتوسط. وبحسب ما عبّر عنه الوزير الفرنسي، فإن الدينامية التي يعرفها هذا التنسيق تحمل في طياتها وعودًا بتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل القريب.

أعجبتك هذه المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد