المحرر من سلا
في مشهد يعكس حجم التراخي واللامبالاة التي باتت تطبع أداء السلطات المحلية بمنطقة سعيد حجي، أقدم أحد السكان، وبدون أي سند قانوني أو ترخيص رسمي، على تخريب مجموعة من الأشجار المصطفة بمحاذاة ثانوية “المقاومى” عند تقاطع زنقة جبل معسكر وزنقة جبل العياشي، تاركاً خلفه كومة من الأشجار المقطوعة منذ مساء يوم الإثنين.
وبحسب شهادات شهود عيان، فإن المعني بالأمر لم يكتفِ بمبادرته الفردية غير المفهومة، بل قام باستقدام أشخاص مزودين بمناشير كهربائية شرعوا في تدمير الأشجار لساعات طويلة، دون أن تظهر أي جهة رسمية للاستفسار أو التدخل، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول هذا التجاهل الصارخ.
عدد من المواطنين ومرتادي مقهى “رحمة بلاص” المقابل لمكان الواقعة، صرحوا أنهم في البداية اعتقدوا أن الأمر يتعلق بتدخل رسمي من طرف مصالح الجماعة، قبل أن يتبين لهم لاحقاً أن الفاعل مجرد ساكن مجاور، قرر بشكل انفرادي ودون موجب قانوني تدمير أشجار متجذرة في الملك العمومي، ما أثار استياء واستنكار الساكنة التي اعتبرت هذا السلوك اعتداء سافراً على البيئة وعلى الأملاك العامة.
الغريب في الأمر أن هذه الحادثة لم تكن لتحدث لو كانت هناك يقظة حقيقية من طرف السلطات المحلية، التي يبدو أنها تحولت إلى مجرد ديكور إداري لا حول له ولا قوة أمام تعديات تطال المجال العام. فغياب المراقبة وتراخي تطبيق القانون، شجع على تنامي مثل هذه السلوكيات، التي تسائل بالضرورة دور السلطة ومهامها في حماية الفضاءات المشتركة.
ويعكس هذا الحادث بشكل صارخ التحول السلبي الذي تعرفه منطقة سعيد حجي، التي كان من المفترض أن تشكل رئة عمرانية تساهم في تنظيم التوسع الحضري وتحسين جمالية المدينة، لكنها تحولت بفعل الإهمال إلى بؤرة للفوضى وسوء استغلال الملك العمومي.
الواقعة تسائل الجميع: من يحمي الشجرة؟ ومن يحمي المواطن من ممارسات فردية تعبث بالمجال العام وتزيد من تشويه المشهد الحضري؟ أسئلة تظل معلقة في غياب تدخل حازم يعيد الأمور إلى نصابها.