تشتد حرب استقطاب المرشحين الكبار، أصحاب “الشكارة” والنفوذ الانتخابي، داخل أحزاب التحالف الحكومي، قبل الوصول إلى محطة تشريعيات 2026، إذ عبر كل حزب من الأحزاب الثلاثة، بكل وضوح، عن رغبته في قيادة حكومة “المونديال”.
وبحسب صحيفة الصباح، فقد تلقى نواب برلمانيون، من مختلف فرق الأغلبية، وعودا من قياديين حزبيين بالترشح برموز أحزابهم، خصوصا في دوائر انتخابية لم يحققوا فيها نصرا انتخابيا، تماما كما هو الشأن بالنسبة إلى الأصالة والمعاصرة، الذي دخل في مفاوضات ذات طابع “سري” مع نواب من التجمع الوطني للأحرار، والعكس صحيح.
واختار حزب الاستقلال، الذي أطلق صيرورة تنظيمية لمجالسه الإقليمية، الأسبوع الماضي، في مختلف الأقاليم، الاستقطاب من داخل أحزاب التحالف الحكومي وخارجها، إذ تجري مفاوضات، على قدم وساق، يخوضها قيادي استقلالي بارز، متمرس في الجانب التنظيمي، مع بعض برلمانيي الحركة الشعبية، وواحد من الاتحاد الدستوري.
ويرتقب أن تشهد الخريطة الانتخابية في بعض الدوائر الانتخابية، تحولات كبيرة في المرحلة المقبلة، وانتقالات بين الألوان السياسية للوجوه السياسية المعروفة، إذ يتوقع متابعون للشأن السياسي، أن تعرف الانتخابات التشريعية المقبلة استقطابا حادا وترحالا سياسيا بين الأحزاب، خاصة المشكلة للتحالف الثلاثي.
ودشن قياديون بارزون في أحزاب التحالف الحكومي، الذين تسند لهم عادة مهمة الإشراف على وضع الخرائط الانتخابية، تحركاتهم الأولية لجس نبض عدد من الأسماء السياسية الوازنة في الساحة لاستقطابها من أجل الترشح باسم هذه الأحزاب في الانتخابات المنتظر أن يشتد الصراع على تصدرها والفوز بالتالي برئاسة حكومة “المونديال”.
ولم يقتصر الاستقطاب على البرلمانيين، بل انتقل إلى رؤساء الجماعات، لأنهم يشكلون “خزانا انتخابيا” قد ينفع وقت إجراء الانتخابات التشريعية، التي تكون نتائجها هي محدد هوية من سيقود الحكومة، إذ يجري الترتيب في إقليم القنيطرة، على انتقال رؤساء مجالس قروية إلى حزب جديد، بقيادة نائب برلماني حصل على وعد من قياديين في حزب حليف بالترشح باسمه في الانتخابات التشريعية، تماما كما هو الشأن في جهة طنجة تطوان الحسيمة.
وقالت مصادر مطلعة لـ “الصباح”، إن رئيس إحدى الجماعات الترابية المعروفة بضواحي طنجة، تلقى اتصالات من قبل مسؤولين في حزبين من التحالف الحكومي، راغبين في الفوز بالانتخابات، من أجل إقناعه بالترشح تحت رايتيهما.
وكشفت المصادر ذاتها، أن أحد المستشارين البرلمانيين بالجهة تلقى بدوره اتصالا من قبل مسؤولين في حزب من داخل التحالف الحكومي لمعرفة رأيه في إمكانية تغيير لونه الحزبي في الاستحغقاق المقبل، محاولين بذلك استثمار حالة الجفاء التي باتت تسم علاقته مع الحزب الذي حاز المقعد البرلماني باسمه، بل وعدوه بقيادة عمودية طنجة.
وتشير كل التوقعات، التي بدأت معالمها تتكشف، إلى أن أحزاب التحالف مقبلة على هزات تنظيمية “ارتدادية”، وهو ما ينذر بمعركة استقطاب ساخنة بين التجمع و”البام” والاستقلال، وبدرجة أقل داخل أحزاب المعارضة، خصوصا حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، المساند للحكومة بدون حقائب.
حرب استقطاب أصحاب الشكارة والنفوذ تستعر في أحزاب التحالف استعدادا لحكومة المونديال
المقال التالي