شهدت الساحة السياسية عودةً لافتة للناشطة الصحراوية أميناتو حيدر، بعد فترة طويلة من التهميش من قبل قيادة جبهة البوليساريو.
وجاءت عودتها عبر مقابلة تلفزيونية بثتها القناة الرسمية للجبهة، حيث ناقشت مبادرة “تحرير السجناء الصحراويين” التي تقودها الفرنسية كلود مانجين، زوجة الناشط الصحراوي المدان في قضية أحداث كديم إزيك.
ويبدو أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية جديدة تتبعها البوليساريو لتعزيز حضورها الدولي، خاصة بعد تراجع دعمها في المحافل الدولية. فقد حظيت حيدر بدعم كبير من بعض الأوساط الإسبانية الانفصالية، حيث تمت دعوتها للمشاركة في فعاليات مؤيدة للبوليساريو، كما يجري الإعداد لفيلم وثائقي عن حياتها.
وخلال ظهورها، استغلت حيدر الفرصة لتوجيه انتقادات حادة للمغرب، في محاولة لإنعاش الخطاب الانفصالي. يأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه القضية تحولات كبرى، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء ودعم مشروع الحكم الذاتي، مما دفع الجهات المعادية للمغرب إلى البحث عن أساليب جديدة لمواجهة الزخم الدبلوماسي المغربي.
ويرى مراقبون أن عودة حيدر تمثل محاولة من البوليساريو لاستعادة بعض المصداقية المفقودة عبر استقطاب وجوه تاريخية، حتى وإن كانت خارج دائرة صنع القرار داخل الجبهة، وخصوصا مع الزخم المتصاعد للموقف المغربي.