المحرر الرباط
تعيش جماعة سيدي الطيبي، التابعة ترابياً لإقليم القنيطرة، على وقع تهميش مقلق يتجاوز في تأثيره حدود المعقول، ويضع ساكنة هذه البلدة في مواجهة مباشرة مع مشاق الحياة اليومية وانعدام أبسط مقومات البنية التحتية، وعلى رأسها الطرقات. فبمجرد المرور بالطريق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة الرباط، ينكشف بوضوح حجم الإهمال الذي يطال هذه الجماعة القريبة جغرافياً من المركز، لكنها البعيدة تماماً عن الاستفادة من مشاريع التنمية.
الطريق المذكورة، التي من المفترض أن تكون واجهة لجماعة توجد على مشارف العاصمة، تحولت إلى رمز للفشل التنموي والتدبيري الذي يطبع أداء المجلس الجماعي الحالي. ففي ظل ولاية شارفت على نهايتها، لم يُنجز المجلس نصف متر واحد من أشغال التهيئة أو إعادة التأهيل، مما يضع أكثر من علامة استفهام حول مدى التزام المنتخبين بمهامهم تجاه الساكنة.
نشطاء محليون أطلقوا خلال الأسابيع الأخيرة نداءات متكررة إلى عامل إقليم القنيطرة، مطالبين إياه بضرورة التدخل العاجل لإعادة فتح عدد من الملفات التنموية العالقة، على رأسها ملف الطرقات التي تعاني من التدهور والعزلة. وأشاروا إلى أن أكثر من نصف ساكنة الجماعة يعيشون في مناطق معزولة، محرومين من الربط السلس بمركز سيدي الطيبي، وهو ما يزيد من معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية.
المقارنات التي يثيرها السكان بين وضعية سيدي الطيبي وجماعة سيدي بوقنادل المجاورة، التابعة لعمالة سلا، تسلط الضوء على الفجوة التنموية الكبيرة بين جماعات يفترض أنها تنتمي إلى نفس الحزام الحضري. إذ في الوقت الذي تعرف فيه سيدي بوقنادل مشاريع هيكلة وتحسين للبنية التحتية، تعيش سيدي الطيبي حالة من الجمود التنموي الذي جعل حتى الدواب تشارك البشر ذات المسارات الوعرة.
الطريق الرئيسية بالجماعة، حسب شهادات السكان، تحولت إلى مشهد يومي يختزل معاناة مزمنة، يعبر عنها الغبار، والحفر، والماء الراكد، وانعدام الإنارة، وكلها عناصر تجعل من التنقل خطراً يومياً، وتضعف من جاذبية المنطقة لأي استثمار أو مبادرة اقتصادية.
هذا الواقع المؤلم، إذا استمر على حاله، سيظل وصمة عار في جبين المجلس الجماعي الحالي، كما في سجل السلطات الإقليمية التي تكتفي بالمراقبة عن بعد، دون أن تحرك ساكناً لإعادة الاعتبار لجماعة يفترض أن تكون جزءاً من المغرب النافع، لا أحد تجلياته المنسية.