كشفت تقارير إعلامية أن الزيارة الأخيرة لسلطان عمان هيثم بن طارق إلى الجزائر، ولقاءه بالرئيس عبد المجيد تبون، تأتي في إطار المساعي الدبلوماسية التي تقودها مسقط لتعزيز دورها كوسيط في ملفات إقليمية ساخنة، بما في ذلك تقارب محتمل بين الجزائر والمغرب، إلى جانب مراجعة اللهجة السياسية حول العلاقات المغربية مع إسرائيل.
وأشارت ذات المصادر إلى أن الزيارة، التي ناقش خلالها الجانبان سُبل التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية، قد تفتح الباب أمام حوار مغربي-جزائري بعد سنوات من التوتر، خاصة في ظل الجهود العُمانية المعروفة بدورها التوفيقي، كما في الوساطة بين واشنطن وإيران بشأن الملف النووي، أو اتفاقيات الهدنة في اليمن.
من جهة أخرى، لفتت التقارير إلى أن الدوافع الجزائرية قد تكون مرتبطة برغبة في كسب دعم دول الخليج واستقطاب استثماراتها، عبر تحسين العلاقات مع الرباط، مما قد يُترجم بمراجعة مواقفها الناقدة سابقًا للتقارب المغربي-الإسرائيلي. وتجدر الإشارة إلى أن الموقف العُماني، المتفق مع دول مجلس التعاون الخليجي، يُؤكد دعمه لسيادة المغرب على الصحراء، دون إثارة قضية “البوليساريو” خلال هذه الوساطة.
وفي سياق متصل، تُبرز هذه التحركات الدبلوماسية حِرص عُمان على تعزيز نفوذها كطرف محايد في النزاعات، حيث نجحت سابقًا في أدوار مماثلة، مما يضعها في موقع مؤثر قد يُساهم في إعادة رسم التحالفات الإقليمية، لا سيما مع تصاعد التنافس الخليجي-الإيراني وتداعيات التطبيع العربي مع إسرائيل.