هل يستطيع حزب الأحرار تحطيم حصون آل الرشيد في الصحراء المغربية؟

المحرر العيون

 

في ظل الصراع السياسي المتصاعد في الصحراء المغربية، يتساءل العديد من الصحراويين عما إذا كان حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش قادرًا على تحطيم إمبراطورية آل الرشيد التي بنيت على مدى سنوات من السلطة والنفوذ. فالحزب، الذي أظهر عزماً قوياً على الاستعداد للانتخابات المقبلة في الصحراء، يبدو عازمًا على إنهاء أسطورة حمدي ولد الرشيد، الرجل القوي في المنطقة، الذي يتمتع بمكانة اقتصادية وسياسية راسخة.

الجدل السياسي في الصحراء، الذي يُعد قضية محورية في المشهد الانتخابي، تفاقم مؤخرًا مع استراتيجية حزب “الحمامة” لاستقطاب العديد من الأثرياء الصحراويين الذين يملكون نفوذًا محليًا قويًا. بحسب مصادر من داخل الحزب، يراهن التجمع الوطني للأحرار على استغلال مجموعة من “الأوراق المربحة” بغض النظر عن الوسائل، وهو ما جعل الحزب يستعد لخوض المعركة الانتخابية بكامل قوته، متوقعًا أن تكون المنافسة حربًا مفتوحة لا تلتزم بالقواعد الانتخابية التقليدية.

هذا النهج دفع بعض المحللين السياسيين إلى القول إن الاستحقاقات الانتخابية في الصحراء لا تخضع للمنطق السياسي المعتاد، بل هي ساحة مفتوحة للاستراتيجيات غير التقليدية، حيث يُسمح باستخدام كافة الوسائل لتحقيق النصر. في هذا السياق، تثار تساؤلات حول قدرة حزب التجمع على إحداث تغيير في المنطقة في ظل النفوذ الواسع الذي يحظى به حمدي ولد الرشيد وأسرته، التي تمكنت على مدار سنوات من توسيع إمبراطوريتها الاقتصادية والسياسية.

ورغم هذا، يرى البعض أن التجمع الوطني للأحرار قد يواجه تحديات كبيرة، ويبدو أن المعركة ستكون صعبة منذ البداية، خصوصًا في ظل الموقف الراسخ للرشيد في المنطقة، الذي يُعتبر بمثابة رمز قوي للسلطة والنفوذ. فالحزب الحاكم في المنطقة تمكن بمرور الوقت من تعزيز مكانته الاقتصادية والسياسية، مما قد يجعل من الصعب اختراق حصونه.

ومع ذلك، هناك أيضًا من يرى أن حزب الأحرار قد يجد في التذمر الشعبي من سياسات آل الرشيد فرصة ذهبية لدخول الساحة السياسية. فالمواطن الصحراوي الذي يعاني من تدهور الظروف الاقتصادية والاجتماعية قد يكون على استعداد لدعم بديل سياسي يقدم له حلولًا حقيقية. هذه الفئة قد تمثل نقطة ضعف في حصون آل الرشيد، وقد يستغلها حزب الأحرار لتحقيق اختراق سياسي مهم.

وفي المحصلة، تظل المعركة في الصحراء المغربية مفتوحة على جميع الاحتمالات. هل سيظل آل الرشيد متمسكين بنفوذهم، أم أن حزب التجمع الوطني للأحرار سيستغل الفرصة لتغيير المعادلة السياسية؟ الجواب عن هذا السؤال سيظل رهينًا بتطورات الأسابيع والشهور المقبلة، في الوقت الذي يترقب فيه الجميع ما ستسفر عنه الانتخابات القادمة في المنطقة.

أعجبتك هذه المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد