تصريحات زهرة المنشودي: مرآة لتوجهات حزب التجمع الوطني للأحرار وسيطرة العقلية الاستبدادية في تدبير الشأن العام

المحرر الرباط

 

أثارت تصريحات زهرة المنشودي، العضوة في المجلس الجماعي لأكادير عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ردود فعل قوية في الأوساط السياسية والشعبية، خاصة عندما دعت المعارضين للأغلبية المسيرة للمغادرة، مبدية بذلك تهاوناً فاضحاً مع المبادئ الديمقراطية التي تضمن حق التعبير السياسي. هذه التصريحات ليست حدثاً عابراً بل هي بمثابة مرآة تعكس التوجه العام لحزب التجمع الوطني للأحرار في تدبير شؤون المغاربة، وترسخ صورة العقلية التي تهيمن على تدبير البلاد منذ تولي عزيز أخنوش رئاسة الحكومة.

إن تصريحات زهرة المنشودي تثير القلق حول طبيعة السياسة المتبعة من طرف الحكومة الحالية، التي يبدو أنها تسعى إلى إقصاء المعارضين وشيطنة الأصوات المعارضة، وهو ما يعكس عقلية تهدف إلى تكريس الاستبداد السياسي بشكل غير مباشر. هذه التصريحات تكشف عن وجود تراجع في ممارسات الديمقراطية في المغرب، فبدلاً من فتح الأفق أمام التنوع السياسي وتوسيع دائرة الحوار الوطني، نرى أن الأصوات المعارضة تتعرض للهجوم، وهو ما يهدد استقرار البيئة السياسية في البلاد.

من المثير للانتباه أن تصريحات المنشودي تذكرنا بتصريحات سابقة لوزير جزائري، حيث بدا هناك تشابه واضح في لهجة القمع والتضييق على المعارضين، في تعبير عن نفس العقلية الاستبدادية التي يسعى البعض لتكريسها في الحكم. يمكن القول إن هذه التصريحات تؤكد تشابه السياسة في البلدين، ما يثير تساؤلات حول تأثر السياسة المغربية بالنماذج السياسية الجارة في الجزائر. هذا النوع من التصريحات يعكس نوعاً من الانغلاق على الأفكار الديمقراطية الحديثة والانزلاق نحو الحكم الفردي الذي لا يرحب بالاختلاف.

وبالعودة إلى تصريحات زهرة المنشودي، فإنها لا تعدو أن تكون جزءًا من صورة أكبر تعكس التوجهات السياسية لحزب التجمع الوطني للأحرار، والتي تميل إلى تكريس هيمنة الأغلبية الحاكمة على حساب معارضة ضعيفة أو مغيبة. وفي هذا السياق، يظل التساؤل الكبير: هل أصبحنا أمام اعلبية يتسارع فيها التحول من الديمقراطية إلى الاستبداد؟ أم أن هناك أمل في العودة إلى الحوار السياسي البنّاء وتفعيل الممارسات الديمقراطية الحقيقية؟

 

أعجبتك هذه المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد