المحرر الرباط
لاشك أن الياس العماري، الامين العام لحزب الاصالة و المعاصرة، و الشخصية السياسية المثيرة للجدل، قد دخل في عد تنازلي سينتهي قريبا، و سينتهي معه عهد امبراطورية تخللتها مجموعة من الاحداث التي لم تكن في يوم من الايام في صالح الجهات التي تدعمه، في وقت أظهرت فيه الانتخابات الاخيرة، خسارة حزب الجرار و تراجعه بشكل كبير، لاسباب يؤكد العديد من التتبعين على ان اهمها هو الياس العماري نفسه.
و من الملاحظ اختفاء الرجل القوي جدا، الذي استطاع في وقت جد قصير أن يقود حزبا لازال عدد كبير من المواطنين يتهمونه بالتحكم، و غيابه بشكل ملحوظ على الساحة الاعلامية، بعدما كان حتى الامس القريب، يشكل مادة دسمة تتداولها الجرائد على صفحاتها الاولى، و تسبح بحمدها منابر اعلامية استفادت من الكعكة بطريقة أو بأخرى.
و معلوم أن الياس العماري، استطاع أن يجعل من نفسه رجلا ذا نفوذ، بعدما شاعت اخبار متفرقة حول تقديمه لنفسه، كممثل لجهات عليا في اكثر من مناسبة، و بحصوله على انفراد توزيع جرائده على مثن طائرات لارام، رغم أنها حديثة النشأة، بالاضافة الى استعماله لطائرة دون ترخيص كما تداولت ذلك عدد من وسائل الاعلام، في وقت لم يقدم للجهات التي وفرت له كل هذا اية نتائج تذكر، و فازت العدالة و التنمية في الانتخابات.
نتائج الانتخابات، و الحصيلة التي حققها حزب الاصالة و المعاصرة، بالاضافة الى العديد من المعطيات، جعلت عددا من النشطاء يؤكدون على ان الجهات التي تحرك العماري في الكواليس “والعهدة على مناضلي المصباح”، قد راهنت على الحصان الخاسر، خصوصا بعدما تاكد بأن معظم الافكار التي يتبناها العماري، تسببت في مشاكل متعددة لحزبه مع المواطن المغربي، و جعلته متاكدا من ان هذا الرجل لا يجيد حتى اعادة الكلام الذي يسمعه من المثقفين الذين يجالسونه بالمقهى أو في بيته.
من جهة اخرى، تتحدث بعض المصادرن عن كساد الامبراطورية التي بناها الياس العماري لنفسه، بعدما اصبح ورقة محروقة لا تنفع ولا تضر، و هو الشيء الذي اثر بشكل كبير على هذا الرجل، و جعله يختفي عن الساحة الاعلامية، التي جاد عليها في السابق من الايام بما لذ و طاب من الاشهارات بغية التاثير على الراي العام دون جدوى.