شطحات “العبادي” .. جماعة العدل والإحسان استنساخ داعش ؟؟

المحرر الرباط
أطل الأمين العام لجماعة العدل والإحسان محمد العبادي، في سياق تخليد الذكرى الرابعة لرحيل مؤسس الجماعة عبد السلام ياسين، متحدثا عن ما سماه المفهوم الحقيقي للدولة لدى الجماعة، مفهوم مغلوط ، اختفت معه كل معاني الدولة المدنية والديمقراطية وأعاد مفاهيم تقليدية من قبيل دولة الخلافة ودولة القرآن.
 
لقد ركز محمد عبادي خلال اللقاء المذكور، على مفهوم الخلافة على منهاج النبوة وهي المفاهيم المستخرجة من أدبيات الجماعة والقابعة في بطون التاريخ، أعاد طرحها وإسقاطها على الواقع المعاصر، وأضاف له من بهارات الكلام وتوابل البيان ، كي تبدو في شكل جديد وطعم مغاير.
هذا التصور من شأنه أن يحدث بين الواقع و الشرع كنصوص دينية متعالية وسامية، من منطلق أن الديمقراطية عبارة عن نظام للحكم يقوم على أساس أن الشعب هو مصدر السلطات، وعلى إعطائه حق تشريع الأنظمة والقوانين، وهذا هو جوهر الخلاف بين خطابيين متخاصمين لكل واحد تصوراته و مرجعيته الخاصة . .
مواقف “العبادي” المتناغمة كثيرا مع ما تدعو إليه “داعش” حول سمو الشريعة الاسلامية وحاكمية الله، وهي تصورات تؤسس لتيار رافض على طول الخط لمفهوم الإرادة الشعبية و لمفهوم النظام الديموقراطي ،
وجه الخطورة في تصريح عبادي هو حالة التعامي عن واقع قائم و تجاهله، ذي ينحر ويقتل ويدمر باسم “دولة الخلافة” باسم “دولة القرأن” وباسم “دولة الايمان”، مع فرق بسيط هو الاختلاف في الطريقة والوسيلة.
محمد عبادي لم يقل و لم يحدث شيئا جديدا، و إنما أعاد نقاشا قديما، قام بإخراجه إلى دائرة التداول الشفاهي , وهنا على ما يبدو تظهر حنكة الرجل و قدرته الى صناعة الاثارة فهو يعلم خصوصية مجتمع مغربي لا يقرا، وإنه حتى لو كتب في نفس الموضوع فلا احد كان سيهتم بما كتب لكن حين جعل التصريح منطوقا ، فإنه يريد به خلق ضجة وجلبة، لا تسمن ولا تغني من جوع من منطلق ان المغاربة كلهم ينتمون الى أكبر جماعة دينية ألا وهي جماعة إمارة المؤمنين والبيعة .
من أراد أن يحلم بهذه الجاهلية، فيذهب بعيدا بأحلامه عنا و عن الوطن، فلسنا مستعدين لندمر ما بناه أجدادنا طيلة 12 قرنا من الزمن .
كما أن مكمن الخطورة في ما يقولة “العبادي” فهو الدعوة الى استعادة ما ليس كائن، انه نوع من الأحلام وتسويق الوهم الذي عودتنا عليه جماعة العدل والاحسان، حلم “داعشي” رهين بتفسيرات ضيقة ، للإرث الاسلامي ، وفكر يقود الى العنف والدمار وإسالة الكثيرمن الدماء من اجل تحقيق حلم قديم ، أفليست الدعوة الى استعادة ما ليس موجودا، تعني تدمير ماهو قائم وموجود .

انه فساد الأفكار وإفساد الانسان وليس بناؤه، وهذا أمر مألوف عند الجماعة التي تعيش السياسة كفعل مغلق ، في الخفاء حيت لا صوت يعلو فوق صوت الشيخ المنزه المقدس و تحولالانسان الى مجرد خادم وتابع ومريد.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد