المحرر من العيون
أطلق حميد شباط العنان للسانه، و راح بمخيلته بعيدا جدا، الى حد اتهامه لجهات لم يتجرأ على تسميتها، بمحاولة اغتياله رفقة وفد برلماني عن حزبه قام بزيارة لمدينة بوجدور عقب احداث اكديم، مخيلة حميد شباط لم تتوقف عند هدا الحد، بل تجاوزته الى درجة وصف ما وقع داخل الطائرة التي كانت تقله رفقة زملائه في الحزب بالمؤامرة.
حميد شباط الدي كان يتحدث بكل ثقة في النفس، قال أن مؤامرة استهدفتهم عقب عودتهم الى مدينة البيضاء، بعدما صعد رجل وصفه بالغريب الى الطائرة و اعتدى على حمدي ولد الرشيد، ما كاد أن يتسبب في سقوط الطائرة التي أقلتهم من مدينة العيون بعدما ركبوا بدورهم على أحداث اكديم ايزيك و عادوا أدراجهم من حيث أتوا.
حقيقة الامر، هو أن عودة الوفد الاستقلالي الدي كان يضم حمدي ولد الرشيد، تصادف مع سفر محمد اعلي بيبا، غريم ولد الرشيد السياسي، و أحد معارضيه المعروفين في مدينة العيون، و قد دخل هدا الاخير في مشاداة كلامية انتهت بصفعة على وجه ولد الرشيد، بينما لا يمثل بيبا أية جهة تسعى الى تصفية وفد الاستقلاليين أو أي شيء من الترهات التي تلفظ بها شباط. و في نفس السياق، فان سبب اندلاع المشاداة بين محمد اعلي بيبا و حمدي ولد رشيد، يعود الى اقدام هدا الاخير بصفته رئيسا للمجلس البلدي للعيون، على اعطاء الاوامر بنزع لافتة كانت موضوعة فوق أقدم منزل في مدينة العيون، و هو بمثابة معلمة تاريخية لقبيلة ازركيين، في ملكية “ميان البشير اندور”، و قد شيد سنة 1934.