المحرر
لم تمر سوى ساعات على اقدام مي فتيحة على حرق نفسها يمدينة القنيطرة، حتى انتشر خبر وفاة المعطل ابراهيم صايكا، الذي دخل في إضراب عن الطعام يوم 5 أبريل الجاري، قبل أن يتم نقله يوم 6 أبريل إلى المستشفى الجهوي بكلميم بناء على تعليمات الطبيب المعالج، ليحال في نفس اليوم على المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير حيث ظل تحت المراقبة الطبية إلى أن وافته المنية.
و ان كانت مي فتيحة، التي قدمت نفسها للنار قربانا بعدما ضاقت بها الدنيا، و رفضت حتى الاماكن الضيقة داخل احدى الاسواق احتواءها، تعكس مدى الحكرة و التهميش الذي يعيش على وقعه الفقراء في المغرب، فان ابراهيم صايكا، كان قبل دخوله السجن، معطلا لا يبحث سوى عن حقه في التشغيل، الذي يكفله له الدستور قبل المواثيق الدولية التي انخرط فيها المغرب، في وقت لا تزال فيه شوارع المملكة و أزقتها تعج بالمعطلين و بالمحكورين من باعة متجولين يقضون النهار بطوله في لعب لعبة القط و الفأر مع المخازنية.
المعطلون و الفقر و التهميش، ملفات لطالما قدم حزب العدالة و التنمية، وعودا بحلها، و بالتقليل منها على الاقل، لكنه لم يفلح في الوفاء بهذه الوعود التي تظل مجرد مثال بسيط يعكس الفشل الذريع لحكومة عبد الاله بنكيران، الذي و للاسف ترك محاربة الفساد و ارتمى في أحضان التماسيح و العفاريت، لتعود اليوم قضية مي فتيحة و معها ابراهيم، كشاهد على أن الحكومة لم تغير شيئا من واقع المغاربة الذين لازالوا ينتظرون المهدي المنتظر الذي سيقلل على الاقل من الفساد الذي دفع بمي فتيحة للانتحار و بابراهيم للاضراب عن الطعام المفضي الى الموت.