المحرر ـ متابعة
من جديد تقف الخدمات المتدهورة التي يقدمها المستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي بوزان للوافدين والوافدات عليه طلبا في العلاج ، بالإضافة إلى فقر هذا المرفق الاجتماعي من آليات ومعدات ووسائل العمل ، والنقص المهول المسجل في الموارد البشرية ، وخصوصا في فئة الأطباء المتخصصين ، ( تقف ) وراء خروج العشرات من المواطنات والمواطنين في مسيرة صباح يوم السبت 4 مارس ، جابت أهم شوارع المدينة رغم رداءة أحوال الطقس ، مرددين شعارات منددة بهذه الوضعية التي نتجت عنها مأساة اجتماعية أسالت دموع كل من تناهت إلى علمه تفاصيلها .
المأساة الجديدة تتعلق بلفظ مواطنة ( ا- ع ) حامل أنفاسها بقسم الولادة ، حسب ما هو وارد بالشكوى التي رفعها زوجها إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوزان ، ملتمسا منه ” إجراء تحقيق شامل ومعرفة حيثيات وأسباب وفاة زوجتي ” .
الشكوى يستفاد من أسلوبها واللغة التي صيغت بها بأن المرحومة ذهبت ضحية ” الإهمال الذي أصاب زوجتي ….” . وللتدليل على ذلك ، تحدث في شكواه ، بأن زوجته التي التحقت بالمستشفى مساء يوم 3 مارس ” تعرضت لنزيف حاد ” ، بعد أن كانت ” ولادتها قد تمت بشكل طبيعي ” . وختم تظلمه بتحميل مسؤولية ” الإهمال ” الذي تعرضت له زوجته إلى “ممرضي المداومة بالمستشفى ، وكذا الغياب التام لطبيبة الحراسة الأخصائية في الولادة وأمراض النساء ….”.
يذكر بأن معاناة ساكنة الإقليم ، والأطر العاملة بمستشفى أبو القاسم الزهراوي الذي لا يحمل من ” الإقليمي” إلا اليافطة ، قد تضاعفت بشكل مهول منذ ترقية وزان إلى إقليم سنة 2009 . فالمستشفى يعود تاريخ بنائه إلى ما قبل مطلع الاستقلال ، وأن الخدمات التي كانت تستفيد منها ساكنة محدودة ، هي نفسها يقدمها اليوم لأزيد من 350 ألف نسمة . فلا البناية ، ولا التجهيزات والمعدات ، ولا عدد الأطر العاملة به ، نجحت في مواكبة التحول العميق – الكمي والكيفي – الذي لحق الرقعة الجغرافية المرتبطة به ساكنتها .