المغرب يجرب سلاح “ضبط النفس”

المحرر

اختار الرجوع إلى الخلف لفضح حرب عصابات تريد بوليساريو نهجها لقطع الطريق إلى إفريقيا

تمالك الجيش المغربي أعصابه وهو يرى ميلشيات جماعة بوليساريو، تتحرك في كل الاتجاهات وتقوم بدور العصابات بمنع الشاحنات والحافلات من المرور، وفرض إتاوات على المارين كأنها قندهار جديدة تسمح لمن يدفع للمسلحين بالتحرك دون مشاكل، وتستفز كل من يعبر عن اختلافه مع هذه الميليشيات المسلحة المدعومة من جنرالات الحرب بالجزائر الذين ” يتعيشون” من الفوضى واللادولة.
ويرى المغرب أن نشر بوليساريو لموقع عسكري متقدم أمام أعين الجيش المغربي “استفزاز لا يمكن السكوت عنه” إذ تم إخبار الأمم المتحدة التي تتفرج على وضع قابل للانفجار في أي لحظة، وتعرف جيدا أن الانفلات الأمني في منطقة مشتعلة، سيؤدي حتما إلى انتعاشة تنظيم ” داعش” الذي استفاد من غياب الدولة في ليبيا ما بعد الراحل معمر القذافي، إذ بيعت الأسلحة بالأطنان، وقد تكون جماعة بوليساريو ساهمت في بيعها، لأنها شاركت مع قوات الجيش الليبي في قمع المحتجين إبان الحراك الشعبي في 2011، وسحق المعارضين، وبالتالي تدفقت الأسلحة بشكل مريع في منطقة حبلى بالفوضى، علما أن موريتانيا بدورها لم تقم بما يجب عليها لحماية الحدود، إذ اعتقدت أن فسح المجال للمسلحين بدعم جزائري سيعفيها من المراقبة وتحمل المسؤولية.
ولم تنس موريتانيا الهجومات التي تعرضت لها ثكنات عسكرية من قبل جماعات دينية متشددة، فكلما سمح بتنقل الأسلحة من قبل جماعة بوليساريو كلما وضعت موريتانيا نفسها أمام وضع لا استقرار، لأن وسطاء الأسلحة يدفعون أكثر.
ويتوخى المغرب الدقة في كل ما يصدر عنه دون تسرع حرصا على شفافية ووضوح موقفه في كل ما يتعلق بما يستجد من خروقات من قبل الانفصاليين، ومع ذلك اعتادت المملكة المغربية  التعامل بهدوء ورصانة مع أي تطورات في صحرائها التزاما منها بالمواثيق الدولية مع تمسكها في الوقت نفسه بحقها في الدفاع عن سيادتها ووحدتها الترابية.
إن المخطط  الذي وضعته الجزائر وعهد إلى بوليساريو بتنفيذه لاستعادة السيطرة على منطقة “كركرات” وقطع الطريق على المغرب في علاقته بالدول الإفريقيـــة هو تصدير لأزمة سياسية داخلية تعيشها الجزائر، جراء المرض الــذي ألم بالــرئيــس عبــد العزيــز بــوتفليقة، وأقعده عن الحراك، ولم تتمكن بعد قيادة الجيش الجزائري من إيجاد بديل يطبق تعليمات الاستخبارات العسكرية الجزائرية التواقــة إلى معاكسة وحدة تراب المغــرب وجـعل ذلك أولوية للسياسة الخارجية، لذلك فــإن جر المغــرب لحرب هو تصدير لأزمة سياسية عميقة بالجزائر.
وحــاول إبراهيـــــــــــم غــالــــــــي الزعيـــــم الجــديد لبوليســاريو منذ وفاة محمد عبد العــزيز في ماي 2016 زيادة الضغوط وإعطاء زخم جديد لحركته، إذ أن هذا الرجل مقرب أكثر من المخابرات العسكرية الجزائرية، بل يشكل أحد أعضائها، لذلك حينما التمست هيأة الأمم المتحدة منه سحب قواته، وافق على الفور، لكن حينما رن الهاتف واختفى عن الأنظار لمدة 15 دقيقة، عاد والتمـس من قواته البقاء، إذ طبق تعليمات جهازه الاستخباراتي الذي يسعى جاهدا إلى نسف تحرك المغرب لتوطيد علاقاته الاقتصادية مع الدول الإفريقية.
أحمد الأرقام

تحركات مريبة في الكركرات

طفت على سطح الأحداث قضية تتعلق بمنطقة “الكركرات”، التابعة إداريا لأوسرد بجهة الداخلة وادي الذهب، ولا بد أن تقطع حوالي 400 كيلومتر من الداخلة للوصول إليها، وميزة هذه المنطقة أنها تصل شمال المغرب بجنوبه، عبر مقطع من الطريق الوطنية رقم 1 التي تربط طنجة بالكويرة، مرورا بمناطق غالبها غير مأهول.
وعكس ما تروج له الدعاية الانفصالية، تخضع الكركرات لمراقبة السلطات المغربية، شأنها شأن أي نقطة حدودية، ويسري عليها ما يسري على بني نصار بالناظور. وتوجد قبالتها أرض غير مأهولة، هي المعروفة دوليا بالمنطقة العازلة، طولها 3.7 كيلومترات تفصل بين الكركرات، التي يسيرها المغرب لوحده، وبين أول نقطة حدودية تابعة لموريتانيا.
وبهذه المنطقة التي يسميها من يمر بها بـ”قندهار” توصيفا لحالة اللا أمن التي تطبعها ولحركية التهريب التي تنشط بها، أطلق المغرب أشغال إنجاز طريق معبد، بهدف تطهيرها من الأنشطة المريبة واستتباب أمن المملكة المغربية وجيرانها.

(الصباح)

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد