عن اية قمة تتحدثون أيها العرب؟ ألا تستحون؟ هل تخلصتم من القبلية و الجاهلية حتى تصير لكم قمة

عادل قرموطي المحرر

 

غريب أمر هؤلاء العرب و هم يتحدثون عن قمة تجمعهم و توحدهم، رغم انهم يعلمون تماما أن مكانهم الطبيعي في سفح الجبل، حيث يقطنون المغارات و يكتفون بمتابعة باقي الشعوب و هي تتقدم في جميع المجالات، فيشتكون من بعضهم البعض، و يتهمون بعضهم البعض بالتخلي عن مبادئ العروبة و القومية، شأنهم شأن الكلب الذي جاء في القران الكريم، الذي يلهث سواءا حملت عليه أم لم تحمل عليه.

 

قمة تستهل بانسحاب رئيس الجمهورية المصرية من القاعة بعدما اخد أمير دولة قطر الكلمة، و لا احد يعلم بماذا ستنتهي، في وقت نتابع فيه الاوضاع في سوريا و العراق، و نركز اهتمامنا على ما يجري في مصر و الجزائر، هل ستخرج بنتائج ايجابية تغير من واقع هذه الامة العارية التي باعت نفسها للغير، و دمرت شعوبها حبا في السلطة و الجاه و المال و النفوذ، بينما تتقدم الدول و تطور نفسها.

 

حفنة من العجزة يراهم الغرب ارهابيين، و تراهم شعوبهم ديكتاتوريين، يجتمعون ببعضهم البعض في اطار قمة، لن ترقى في يوم من الايام لمستوى مقابلة في كرة القدم تنظم على أرضية احدى ملاعب اسبانيا، بل و حتى الجماهير الرياضية في بلاد الكفار أكثر رقيا و عظمة من تجمع هؤلاء الذين يظهرون كممثلين لقبائل داخل دار الندوة في عهد قريش، لا يتفاهمون على أمر مهما كان.

 

شرذمة من الوجوه التي عافهتها شعوبها قبل أن يعيفها الانسان على شاشات التلفاز، تبحث لها عن نشاط كيفما كان، على الاقل من أجل كسر الروتين، و تغيير الجو قبل العودة لممارسة أنشطة النهب و السلب و نهج القمع في حق الانسانية الضائعة، التي لا تريد أن تفهم بأن وقت التغيير قد حان، و يأبى الله أن يغير أحولها ما لم تغير ما بانفسها، تدعي مناقشة احوال الامة، و هي في امس الحاجة الى من يناقش احوالها.

 

انقلبت المفاهيم في عصر السيسي و الاسد، و تحول السفح الى قمة، و حتى و ان اسمينا اجتماع هؤلاء القادة قمة، فسنعجز أن تسمية المؤتمرات التي يعقدها الاتحاد الاروبي و حلف الناتو و غيرهما من التحالفات التي تستحق أن تكون في القمة، أما نحن العرب فلا يسعنا الا أن ننظم السفح العربي، هناك تحت الجبل حيث تتغوط علينا الالمم من فوق، و يدعو معنا الاخرون بالعز، لأن الذل يغمرنا حتى القفا.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد