هل يمتلك “حمدي ولد الرشيد” الشرعية للحديث باسم أعرق حزب في المغرب

المحرر الرباط

 

لاتزال لعبة شد الحبل بين حمدي ولد الرشيد و حميد شباط متواصلة داخل حزب الاستقلال، في مشهد ينم عن صراع الجبابرة على المصالح الشخصية، و تؤكد على انه في السياسة ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم، طالما ان معظم سياسيينا أبانو عن نرجسية منقطعة النظير في المزج بين السلطة و النفوذ، و طالما أن حمدي ولد الرشيد الذي يصارع اليوم أمينه العام، قد كان في وقت من الاوقات يسبح بحمده، و يهلل و يطبل له.

 

مشكلة المصالح و الحسابات الضيقة لا فائدة منها، خصوصا و أن المغاربة يعلمون جيدا ان الصراعات السياسية في المغرب لم تكن في يوم من الايام لاجل المصلحة العامة، بقدر ما كانت تدخل في اطار المصالح الشخصية، و ما يهمنا من كل هذا، هو ذلك الرجل الذي لم يلتحق بأعرق حزب مغربي الا في اخر الزمان فتحول بقدرة قادر الى منظر، يفتي في امور الاستقلاليين و يساهم في تنصيب امينهم العام.

 

المال و الجاه و النفوذ، عنوان بارز لما يحدث اليوم داخل حزب، تحول من مكون سياسي ساهم في بناء الدولة المغربية الى مرتع للبلطجة و تصفية الحسابات، هذا الحزب الذي لم يشهد منذ تاسيسه ما يعيشه اليوم من ازمات داخلية، تحول الى كعكة يتنابز عليها الاغنياء، و على راسهم حمدي ولد الرشيد، الذي و رغم حديث التحاقه بالسياسة، تمكن من فرض اسماء معروفة في اللوائح الموازية للانتخابات، بل و انه يطمح اليوم الى التخلص من الامين العام، بعدما كان في وقت سابق سببا مباشرا في حصوله على هذا المنصب.

 

ترى، ما هي الشرعية التي تخول لحمدي ولد الرشيد خوض في شؤون حزب الاستقلال و مستقبله من خلال لقاءات صحفية، و تصريحات لوسائل الاعلام، و الكل يعلم بأن هذا الرجل لم يلتحق بالحزب الا مؤخرا، بعدما غادر وظيفته بوزارة الداخلية، و قرر الدخول الى غمار السياسة، و كيف يسمح صقور حزب علال الفاسي و ما ادراك ما علال الفاسي لأنفسهم بان يقودهم شخص لا تاريخ له داخل الحزب، و لا محطات نضالية تسجل لصالحه عدا لغة المال و النفوذ، و ما يستعمله الكثيرون من اكلي الثوم بافواه الصحراويين من اجل الاسترزاق؟؟؟

 

و عندما نتابع مناضلين تربوا في كنف الميزان، و رضعوا مبادئه منذ نعومة اظافرهم، يتكثلون حول شخص قادم من الخلف، ملتحق بالحزب في الافية الثانية، نتساءل عما اذا كانت مبادئ هذه المؤسسة قد تحولت الى شيء اخر يعلمه الجميع، خصوصا عندما نعلم بأن هذا الرجل، يتمكن من ايصال على الاقل شخصين من اتباعه الى قبة البرلمان خلال كل مناسبة انتخابية عن طريق اللوائح الموازية، بينما يتم وضع من سقطت اسنانهم في الاستقلال في مراتب متاخرة داخل هذه اللوائح.

 

اليوم و بعد كل ما تابعناه من احداث و وقائع، نعتقد أن حميد شباط سيغادر لا مفر مكتبه داخل الحزب، الشيء الذي يجب هذا الاخير ان يتقبله بكل روح رياضية، و أن يتأكد من أنه اليوم يجني ثمار وضع شخص لم يمر على التحاقه بالحزب عقد من الزمن على راس اللائحة الوطنية، ارضاءا لخواطر مستعدة لبيع اي شيء مقابل المصلحة.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد