ما لا يعرفه الكثير من المغاربة حول “زبل الطاليان”

المحرر الرباط

 

مع استمرار الضجة التي أحدثها استيراد كمية من الازبال، من المنطقة التي تسود فيها مافيا “لاكامورا” و تحكم، يعتقد الكثير من المغاربة، أن وزارة حكيمة الحيطي هي التي تكلفت باستيراد تلك الازبال من أجدل حرقها في المغرب و بالتالي الاستفادة من المبلغ المدفوع نظير هذه العملية، و هو ما يجانب تماما الواقع، الذي يؤكد على أن الصفقة قد تمت بين احدى الشركات الايطالية، و التي يشاع أن لها علاقة بالمافيا، و بعض المسؤولين على شركات الاسمنت بالمغرب، حيث سيتم حرقها و الاستفادة من الطاقة الناجمة عن ذلك.

 

الصفقة، و ما يؤكد فرضية دخول لاكامورا على خطها، هو أنها أجريت في اطار خاص، بين رجال أعمال أو من يمثلهم، و جهات لاتزال الى حدود الان غير معروفة، في ظل عدم تعقيب أية جهة رسمية ايطالية على هذا الموضوع، لكن مسؤولية الوزارة تتلخص في الترخيص لدخول هذه الازبال، و الموافقثة على استيرادها، خصوصا و أنها كانت منذ سنة 2008، عنوانا بارزا للاحتجاجات في نابولي، جعلت برلوسكوني ينتقل انذاك الى عين المكان و يعد بحل المشكل.

 

المريب في هذه القضية، هو أن هذه الازبال، و من خلال متابعة العمليات التي مرت منها، منذ اول اجتماع لعقد الصفقة الى أن دخلت المغرب، هو غياب لمسة المصالح الخارجية للدولة، بما فيها الاستخبارات، و عنصرها المكلف بالتنسيق هناك، و الذي يتلقى راتبه بالعملة الصعبة، فكيف أن من يمثل أصحاب الشحنة الزبالة، قد انتقلوا الى منطقة تحكمها المافيا، و التقوا بأطراف أخرى و أجروا صفقة من هذا الحجم، دون أن تبلغ الجهات الداخلية بذلك، و اذا لك يكن هذا الكلام صحيح، فلماذا تعطى التعليمات بفتح تحقيق، كان لزاما أن يفتح قبل دخول الازبال الى الوطن.

 

بينما نتابع كبريات الدول، تنجز تقارير حول المغرب و لا تستثني منها كل “شادة و فادة”، حتى ساكنة المناطق التي لا تصلها سوى المروحيات، ها نحن أمام معضلة أخرى تتمثل في غياب المصالح المغربية عن اشياء لابد أن تتابعها و أن تكون على علم بها، حتى لا نسقط في مثل هذه المواقف التي من شأنها أن تأجج الاحتجاجات في شوارع المملكة.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد