وفاة غامضة لخادمة قاصر لدى محام واسرتها يطالبون بالكشف عن أسباب الوفاة

المحرر 

يوجد مسؤولو دائرة أمنية بالبيضاء وقاض في النيابة العامة، منذ الثلاثاء الماضي، في قلب عاصفة من الأسئلة حول مدى تطبيقهم للقانون في ملابسات وفاة خادمة قاصر في بيت محام، إذ أن الراحلة  كانت، منذ نونبر 2016، في عداد المتغيبين المطلوبين من قبل الدرك الملكي بأنزي في تزنيت، إلى حدود مارس الماضي، حيث تلقت أسرتها اتصالا من محام بالبيضاء، يدعوها إلى المجيء لتسلم جثمانها، وهو ما حدث، لكن بسرعة كبيرة حالت دون استجلاء حقيقة حيثيات الاختفاء وملابسات الوفاة.

وتأتي التساؤلات حول تطبيق القانون، لأن والد الفتاة، وهو عامل فلاحي في وضعية إعاقة، كشف لـ»الصباح»، جزئيات، منها أنه لم يلتق إلى اليوم المحامي الذي اشتغلت لديه ابنته، كما أن قاضيا نائبا لوكيل الملك بالنيابة العامة في البيضاء، عوض تسليمه تقرير الطب الشرعي حول مسببات الوفاة وتسلم شكاية من الأب، أقنعه بإكرام ابنته بدفنها، إذ تدخل لتوفير سيارة لنقل الأموات، وقدم «صدقة» مالية للأب الفقير قيمتها 1000 درهم، جمعها من اكتتاب فوري داخل المحكمة.

وفيما منع الأب أيضا من معاينة جسد ابنته بالكامل داخل مستودع الأموات، وليس ملامح الوجه فقط، رغم مطالبته بذلك، كما لم يتم تسلم شكاية أخرى منه وجهها إلى نقيب المحامين بالبيضاء، ظل تفصيل صغير علق بذاكرته مؤرقا له رغم دفنها، ويتعلق بسماعه من عناصر الدائرة الأمنية التي حدثت الوفاة في نفوذها الترابي، لما مثل أمامها أول مرة، أن ابنته لما توفيت «بشكل طبيعي» في بيت المحامي بشارع أنوال، تمت معاينة «كشكوشة» على فمها.

وتدعى القاصر المتوفاة، كلثومة أغزيف، غادرت دوار أسلو الموجود بالجماعة الترابية تيغمي، بتاريخ 12 نونبر الماضي، بعدما أخبرت شقيقاتها، وفي غياب والدها الذي كان في السوق، أنها ستذهب لإيصال طلبية من اللبن إلى عائلة بدوار مجاور، مع إمكانية المبيت هناك، ولما عاد والدها قبيل غروب الشمس، وأرسل من ورائها يستعجلها القدوم، سيكتشف أنها أوصلت فعلا الطلبية إلى الدوار المجاور لكنها غادرت.

وأكد والد الفتاة، المحفوظ أغزيف، أنه بعدما لم يجد ابنته في المنطقة بعد طول بحث عنها، سارع إلى إجراء مسطرة البحث لفائدة الأسرة، بتقديم شكاية أشار فيها إلى احتمال التغرير بابنته من قبل مجهول، إذ سبق لشقيقاتها أن لاحظن أنها تتحدث في الهاتف مع شخص ما في الأيام التي سبقت اختفاءها، ما عجل بقيام مركز الدرك الملكي بأنزي، بتعليمات من النيابة العامة لدى تزنيت، بتحرير برقية وطنية للبحث عن متغيبة رقمها 2/44 بتاريخ 15 نونبر 2016 مرفوقة بصورتها.

وظلت أخبار الفتاة منقطعة طيلة خمسة أشهر، إلى أن تلقى والدها اتصالا هاتفيا في بداية مارس الماضي، من محام بالبيضاء، أخبره فيها أن ابنته كانت تعمل لديه خادمة في منزله وبأنها توفيت، وطلب منه التوجه إلى دائرة أمنية بالبيضاء، وفيها أخبر بأن ابنته أسلمت الروح في منزل المحامي بشارع أنوال، وطلبوا منه التوجه إلى مستودع الأموات للتعرف عليها، وبعدها أحيل على النيابة العامة، لكن دون أن يظهر أي أثر للمحامي. ورغم أن الفتاة دفنت بمسقط رأسها، إلا أن والدها الذي يعيش وضعية اجتماعية هشة جدا، ويعيل ستة أبناء في غياب أمهم التي تطلق منها، عندما يسترجع كيفية اختفاء ابنته القاصر، وطريقة إبلاغه بوفاتها، ومسارعة الجميع إلى تسريع مسطرة دفنها والتماطل في تسلم شكاياته وعدم إطلاعه على تقرير التشريح الطبي إن تم إجراؤه، يستشعر وجود غموض ما، لذلك، قرر الاستنجاد بفعاليات حقوقية، مطالبا ببحث قضائي واستخراج جثمان ابنته من القبر لإجراء تشريح.

عن جريدة الصباح

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد