احتضن المركب الثقافي لأولاد تايمة إقليم تارودانت، طيلة يوم الأربعاء 31 ماي 2017، لقاءا تواصليا حول برنامج تنمية الجماعة الترابية لأولاد تايمة، ترأسه السيد الحسين امزال عامل الإقليم، إلى جانب الكاتب العام للعمالة السيد يوسف السعدي ، ورئيس المجلس العلمي المحلي السيد اليزيد الراضي، وكبور الماسي نائب رئيس المجلس الإقليمي، وعبد الغني ليمون رئيس المجلس الجماعي لأولاد تايمة وعلال الوالي باشا المدينة، بحضور جل رؤساء المصالح الخارجية والأمنية ، ورجال السلطة المحلية بأولاد تايمة وفعاليات منتخبة وممثلي جمعيات المجتمع المدني.
وقد استهلت أشغال هذا اللقاء التواصلي بكلمة للسيد عامل الإقليم، أوضح فيها أن هذا اللقاء يندرج في إطار مواكبة السلطة الإقليمية وتتبعها لمسلسل إعداد وتنزيل برامج عمل الجماعات التابعة للنفوذ الترابي للإقليم، مشيرا انه قدم بالأساس مرفوقا بجل رؤساء المصالح الخارجية والأمنية للإنصات والإصغاء لهموم الساكنة المحلية ممثلة بالشخصيات المجتمعة داخل القاعة سواء منها الفعاليات المنتخبة وممثلي المجتمع المدني، مذكرا في ذات الآن بالتحديات التي تقتضيها المرحلة الحالية، والتي تهم ترسيخ دعائم اللامركزية والجهوية المتقدمة، وتوسيع مجال صلاحيات واختصاصات الجماعات الترابية في مجال التنمية بكل أبعادها وكذا متطلبات تجاوز الثغرات والنواقص التي أفرزتها الممارسة في ظل القوانين القديمة.
وبعد ذلك أعطيت الكلمة للسيد رئيس المجلس الترابي لأولاد السيد عبد الغني ليمون ، الذي ألقى عرضا مفصلا حول برنامج عمل الجماعة الترابية أولاد تايمة 2016-2021، والذي تضمن المجالات و المشاريع والبرامج المسطرة والمحددة بالآجال والأرقام والإحصائيات، والتي تهدف خلق تنمية شمولية بمدينة أولاد تايمة عبر محاور أساسية تتعلق بالتأهيل الحضري للمدينة، وحل المشاكل الاجتماعية العالقة، والتنشيط الثقافي والاجتماعي والرياضي، وتطوير الاقتصاد المحلي وتحسين المرافق والخدمات الجماعية المقدمة للمواطنين والمواطنات، والتي تستوجب تضافر وتوحيد جهود كل المتدخلين سواء على المستوى المحلي والجهوي والوطني.
بعد ذلك تم فتح المجال لممثلي المجتمع المدني، حيث تناول الكلمة مجموعة من رؤساء الجمعيات الرياضية والحقوقية والاجتماعية والمهنية والثقافية وغيرها، والتي أماطت اللثام بصراحة ووضوح عن مجموعة من الإختلالات والمشاكل العويصة التي تقض مضجع وامن وسكينة المواطن الهواري والتي نجملها في غياب الخدمات الصحية وحالة الفوضى التي يعرفها المستشفى المحلي، انتشار الباعة المتجولين واحتلال الملك العام، قلة المرافق الرياضية والثقافية والترفيهية، تقادم البنية التحتية وتدهورها، مشكل الماء والكهرباء، مشاكل التعليم، مشكل الحي الصناعي والحرفي، مشكل المطرح البلدي ومحطة التصفية، المشاكل المرتبطة بالسير والجولان، غياب الاستثمارات وانعدام فرص العمل وارتفاع البطالة، ضعف التواجد الامني وتفشي الجريمة… غير أن ابرز المعيقات أمام تفعيل البرنامج الجماعي كما صرج جل المتدخلين هو غياب المقاربة التشاركية لدى مكونات المجلس الجماعي المنتخب لأولاد تايمة.
وفي نهاية الاجتماع، تدخل السيد الحسين امزال، مهيبا بجميع المسؤولين الحاضرين سواء المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية والأمنية بذل قصارى الجهود من أجل تلبية مطالب المواطنين والإنصات لهمومهم والاستجابة لشكاياتهم، مؤكدا على ضرورة تنمية وتطوير الموارد المالية للجماعة لتعبئتها في تنفيذ المشاريع والمخططات المبرمجة في إطار برامج العمل الجماعي المسطر، لإخراجه من خانة الحلم آو الخيال وتنزيله على ارض الواقع الملموس، مع التركيز على تنقيح برنامج العمل المقدم وفق مقاربة قطاعية واضحة تأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات الواقعية والذاتية للجماعة والإمكانيات المرصودة للمصالح الوزارية الشريكة على مستوى إقليم تارودانت، مع ضرورة برمجة المشاريع ذات الأولوية في الاستجابة لتطلعات الساكنة المحلية، في إطار حسن التدبير والحكامة الرشيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة وتغليب المصلحة العامة والحفاظ على ثوابت الأمة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
هذا وقد ثمن كل الحاضرين مبادرة السيد عامل الإقليم عقد هذا اللقاء التواصلي مؤكدين على أهميته، أملين أن تجد مخرجاته طريقا إلى التنفيذ، وان لا تبقى مجرد “كلام فض مجالس”، مطالبين بضرورة تسطير لقاءات دورية من هذا النوع، وذلك لمواكبة هموم الساكنة، وتوضيح الرؤى ورفع كل أشكال اللبس والغموض بين المواطن والمسؤول في سبيل توحيد الجهود والقوى لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة.