المحرر ـ متابعة
رغم أن عديدا من المحللين لشأن العلاقات المغربية الإيرانية رأوا في استثناء ظريف للرباط من زيارته المغاربية راجعا إلى حياد المغرب في ما يتعلق بأزمة قطر وجيرانها الخليجيين، مقابل أن تلك الزيارة الخاطفة جاءت في سياق توضيح الموقف الإيراني، المنحاز إلى قطر، وجلب الدعم من طرف بعض الدول العربية، إلا أن مصادر دبلوماسية إيرانية كشفت لهسبريس أن “لا سوء طال علاقة الرباط بطهران”، مشددة على أن تلك العلاقة تبقى “طبيعية وعادية”.
زيارة مرتقبة
وليست هذه المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤول إيراني استثناء المغرب ضمن زيارة إلى المنطقة المغاربية، ففي مارس الماضي كشفت طهران زيارة كانت مرتقبة للرئیس الإیراني، حسن روحاني، إلى الجزائر، ضمن جولة إفريقية كانت ستقوده أيضا إلى جنوب إفريقيا وأوغندا، قبل أن يتم إعلان تأجيلها إلی موعد غیر محدد بمبرر “عدم توفر التمهیدات اللازمة”، في وقت مازالت تطرح التساؤلات حول نية روحاني زيارة المغرب بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مسارها الطبيعي.
ووقتها، صرحت مصادر دبلوماسية إيرانيّة ، باستبعاد التحضير لأي زيارة مرتقبة من الطرف الإيراني إلى المغرب، في المرحلة المذكورة، بسبب تأخر إعلان تشكيل الحكومة التي كان يقود مهمتها وقتها عبد الإله بنكيران، لكنها عادت لتؤكد أنّ الاستعدادات متوفرة لأي زيارة مرتقبة خلال العام الجاري؛ “لأن العلاقات بين البلدين جيدة وليس هناك أي مانع”.
وعادت العلاقات بين الرباط وطهران إلى طبيعتها مطلع سنة 2015، بتعيين السفير الإيراني الجديد محمد تقي مؤيد، ثم استقبال الرئيس الإيراني حسن روحاني سفير المغرب المعتمد لدى طهران حسن حامي، قبل أشهر؛ وذلك بعد قطيعة بدأت منذ مارس من العام 2009، وصلت تطوراتها إلى حد تجميد العلاقات الدبلوماسية وسحب السفير المغربي، وإقفال السفارة الإيرانية بالرباط.
بيد أن الطرف المغربي يريد التدرج في إعادة تطبيع العلاقات مع نظيره الإيراني؛ إذ بدا ذلك واضحا في آخر مناسبة رسمية احتضنها مقر إقامة السفير الإيراني بالرباط، إذ غابت التمثيلية الرسمية المغربية عن الاحتفال الإيراني بالذكرى السنوية الـ38 لـ”انتصار الثورة الإسلامية”، عكس باقي المناسبات الرسمية للسفارات الأجنبية المعتمدة لدى المملكة.