من أجل التخفيف من معاناة الأسر المغاربة وباقي الضحايا الذين فقدوا بعض أفراد أسرهم والأثاث المنزلية وبعض الأملاك خلال الحريق، قامت الحكومة البريطانية في مبادرة إنسانية بمنحهم شققا فخمة في غرب العاصمة لندن، تصل قيمة كل واحدة إلى 141 مليون سنتيم تقريبا، حسب وسائل إعلام أوروبية. كما أن مجموع قيمة الـ68 شقة التي سيستفيد منها المغاربة وغير المغاربة تصل إلى 9.6 مليار، مليار سنتيم.
وبعد تأكيد وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مصرع ستة مغاربة في الحريق الدامي في برج “جرينفل” بالعاصمة لندن، ليلة 13/14 يونيو الجاري، عاد الحديث عن إمكانية أن يرتفع عدد المغاربة القتلى، إذ أوضح موقع “tecnoalimeninfo” الإسباني، أن “سفيري المغرب وإثيوبيا بالمملكة المتحدة، أكدا اليوم (أمس الخميس) أنه يمكن أن يكون هناك العديد من الضحايا من الجنسيتين”.
مصدر رفيع المستوى بالخارجية المغربية شرح للجريدة، أن كل الاحتمالات ممكنة ما دام أن السلطات البريطانية لم تنته بعد من التعرف على هوية الجثث المفحمة الباقية، نظرا إلى أن ذلك يحتاج إلى الكثير من الوقت. غير أن “الأكيد الآن هو أن الوزارة بتعليمات من الملك تقوم بدعم ومواكبة الضحايا المغاربة من أجل تخفيف معاناتهم”، يقول المصدر.
وعلى الرغم من عدم تحديدها لجنسيات الضحايا، إلا أن وسائل الإعلام البريطانية تتحدث عن إمكانية أن يتراوح عدد القتلى ما بين 70 و100 ضحية، علما أن عدد القتلى، رسميا، بلغ إلى حدود الساعة 30 شخصا تم كشف هوياتهم، وأكثر من 40 مفقودا. كما أن هناك 24 شخصا مصابا لا يزالون في المستشفى من بينهم مغاربة، منهم 12 شخصا في حالة خطيرة.
وبالعودة إلى موضوع الاستفادة من الشقق، ربط وزير المجتمعات المحلية، ساجد جاويد، تقديم الشقق بكون المتضررين مروا من “واحدة من أكثر التجارب المروعة والمؤلمة التي يمكن تصورها”، وأن أولوية الحكومة هي إعادة توطين الناجين “في أسرع وقت ممكن حتى يتمكنوا من البدء في إعادة بناء حياتهم”.
كما أن الشقق الجديدة الفاخرة تتوفر بعضها على غرفتين للنوم، وتتميز، كذلك، بغرف واسعة مجهزة بكل ما يمكن أن يحتاجه المغاربة. وشرفات تطل على لندن. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المبنى الذي تتواجد فيه الشقق يتوفر على بركة سباحة وسينما وصالة ألعاب رياضية.
على صعيد متصل، طلبت تيريزا ماي، رئيسة الحكومة البريطانية، الاعتذار من ضحايا الحادث وعائلاتهم، وأكدت أنها تتحمل المسؤولية، لأن رد فعلها كان سيئا لإنقاذ حياة الضحايا، كما التزمت برفع وتسريع الدعم الموجه للضحايا.
في هذا قالت: “المساعدة المقدمة للأسر خلال الساعات الأولى للحريق لم تكن جيدة بما فيه الكفاية”، وكشفت أن “الخطأ وطني ومحلي”، لهذا: “كوزيرة أولى، أعتذر عن الأخطاء وأتحمل المسؤولية، وسأقوم بكل ما هو ممكن من أجل تصحيح الوضع”.