حركة الشباب الملكي قالت إنها لن تترك أعداء الوطن يخربونه رغم اتهامها بالبلطجة
في بداية احتجاجات الريف كنا نعاين الوضع عن كثب ونتتبعه كأيها الناس بل اعتبرنا تلك المطالب المرفوعة في مسيرات الحسيمة جد مشروعة لأنها تتحدث عن مطالب اجتماعية واقتصادية تهم أي مواطن مغربي، إلا أنه بعد التحريات التي قمنا بها واعتمادا على الأخبار المتداولة في الإعلام بشأن وجود تقارير أمنية تفضح مخططات قادة الحراك، قررنا الخروج ضد هذه المسيرات الاحتجاجية.
الذي جعلنا نقف ضد هذا الحراك بصيغته الحالية، هو استغلاله المطالب المشروعة لسكان الحسيمة ومنطقة الريف عموما لتنفيذ أجندات خارجية، وهي الحالة نفسها التي كانت في عهد 20 فبراير التي كانت ترفع المطالب الاجتماعية في حين أن أهدافها تتجاوز ذلك إلى الرغبة في ضرب مشروعية المؤسسات وزعزعة استقرار المغرب الذي يحسد عليه من قبل دول العالم.
لا يمكن أن نحجب الشمس بالغربال وننعتهم بالخونة حينما خرجوا للمطالبة بتفعيل برنامج إصلاحات يمنحهم العيش الكريم ويوفر لهم مستشفيات تصون كرامة المريض وتلبي حاجته في الاستشفاء وجامعات تخرج أطر المستقبل لخدمة هذا الوطن، لكن حينما تتحول هذه المطالب إلى وسيلة للابتزاز وإلى طعم لاستدرار تعاطف السكان المغلوبين على أمرهم وحشرهم في لعبة أكبر مما يظهر عن طريق تنظيم مسيرات يومية بدون معنى سرعان ما تتحول إلى مواجهات مع قوى الأمن وعرقلة حركية السير العادي للحياة العامة، فإن ذلك غير مقبول.
قام والي جهة طنجة تطوان الحسيمة بواجبه على أكمل وجه إذ حارب تجارة المخدرات في المنطقة ووقف سدا منيعا في وجه التجار الذين أغرقوا المنطقة وأفسدوا مستقبل شبابها، وهو ما جعل أباطرة المخدرات يقومون برد فعل عبر تمويل هذه الاحتجاجات. وحينما تغير الحراك عن مساره وأصبح يتجه إلى سيناريوهات أسوأ إذا لم يتم تطويقه تدخلت جهات أخرى لصب الزيت على النار ومن بينها أحزاب فاشلة ترغب في الركوب على هذه الأحداث بإعلانها تبني مطالب الشارع وهي في ذلك لا تهمها مطالب الناس البسطاء بل هي ترغب في الانتقام من الفشل الذريع الذي حصدته في الحياة السياسية بالمغرب بعدما فقدت البوصلة، ولم يعد لها أي دور في تأطير المواطنين أو التأثير في الرأي العام.
بعدما فطن المغاربة إلى الخطط التخريبية التي يهيئها قادة ما يسمى بالحراك عبرت مكونات الشعب المغربي عن رفضها لاستغلال مطالب مشروعة لجر المنطقة إلى ساحة دماء وتقسيم وحدة المغاربة، وكنا أول جمعية من المجتمع المدني تقف بجرأة في وجه منظمي هذه المسيرات التخريبية التي زاغت عن أهدافها، بعدما استجابت الحكومة لمطالب سكانها، ولهذا فضحت سرعة تفاعل الدولة مع المطالب المشروعة لسكان الحسيمة حقيقة قادة هذه المسيرات الذين يخدمون أعداء الوطن، بعدما انتقلوا إلى الخطة رقم باء وبدؤوا في التصعيد رغم أنه لم يعد لديهم من حجة للخروج إلى الشارع باعتبار أن الحكومة انتقلت إلى المنطقة لمعاينة الوضع وتسريع وتيرة المشاريع التي ستعود بالنفع على أبناء منطقة الريف بالكامل وليس فقط على الحسيمة.
بعد نجاحنا في إفشال مخططات المخربين والخونة الذين يستغلون الوضع الاقتصادي المتردي لجر الناس إلى حرب لا يد لهم فيها، لم يجد بعض الأحزاب والجمعيات الحقوقية وحركة 20 فبراير وهي المكونات المرتزقة سوى مواجهتنا بتهم ونعوت من قبيل “بلطجية وعياشة” حتى نتراجع إلى الوراء لكن خابت مساعيهم لأننا لن نلتفت إلى ترهاتهم ولن ندخر جهدا في الوقوف ضد كل من سولت له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا الوطن الغالي الذي يوحدنا جميعا من طنجة إلى الكويرة.
اعتدنا على مثل هذه الاتهامات التي تحاول التأثير على وطنيتنا، ففي فترة عشرين فبراير اتهمونا بالبلطجة وفي مرحلة سوريا نعتونا بالشبيحة واليوم نعتونا ب”العياشة”، فهؤلاء المرتزقة يتفاعلون مع كل الأحداث التي تهدف إلى ضرب استقرار الوطن، إذ تعودنا على الاصطدام مع الوجوه نفسها التي تحاول الركوب على الأحداث التي تقع من أجل زعزعة استقرار المغرب.