17 مليار و ما خفي كان أعظم

المحرر الرباط

 

لا تزال صفحات الموقع الازرق تعج بالاخبار التي يتم تناقلها حول اعتقال رئيس جماعة حد السوالم و حجز مبلغ 17 مليار سنتيم في منزله الفاخر، في وقت أكدت مصادر اعلامية على أن المعني بالامر لم يكن سوى وسيط لبيع البطاطس، و لو أن صرفنا البطاطس التي باعها طيلة حياته، الى مليون سنتيم لكل حبة بطاطس، لما جمعنا مبلغ 17 مليار زائد الثلاثة ملايير التي وجدوها في حسابه البنكي.

 

الاسئلة التي تتبادر الى أذهان كلما تم استحضار واقعة 17 مليار، ليست بخصوص مصادر هذه الثروة التي تقض مضاجع الفقراء أمثالنا وأمثالكم، خصوصا و نحن نعلم جميعا بأن أخبث مجال في بلادنا هو مجال السياسة و من يسبح في فلكها، و متأكدين من أنه لولا تواجد جلالة الملك بيننا، لباعنا أمثال رئيس جماعة حد السوالم للكائنات الفضائية حتى تجعل منا فئران تجارب لابحاثها، و انما كم من رئيس جماعة في المغرب يمثلك مثل هذا المبلغ أو ضعف اضعافه دون أن يتم التحقيق معه.

 

و اذا كان رئيس جماعة حد السوالم، التي لا تمتلك من المداخيل الا القليل، قد استطاع مراكمة كل هذه الثروة، فماذا عن رؤساء الجماعات التي تتوفر على مناطق تذر عليها الملايير، كالغابات و الموانئ و مناجم المعادن و منابع المياه الطبيعية التي يتم كراؤها للشركات الكبرى ….. أما عن بعض الجماعات الواقعة على مستوى الصحراء، حيث تضخ الدولة الملايير في اطار الانعاش الوطني الذي توزع بطائقه عليهم قصد اعادة توزيعها على الفقراء، و المبادرة الوطنية التي توزع مشاريعها على المقربين منهم دون حسيب ولا رقيب، فحدث ولا حرج.

 

المشكلة الكبرى فيما سبق ذكره، ليست في نازلة حد السوالم، و لا علاقة لها بالمبلغ الذي ضبط بحوزة رئيسها الغير مؤسوف عنه، و انما تكمن في الشعب الذي يصنع أمثال هذا الرجل عندما يكون وحيدا منعزلا في مخدع التصويت، حيث يشهد زورا بأن فلان أو علان يستحق تدبير شؤون ساكنة هذه المنطقة أو تلك، مرتكبا بذلك جريمة نكراء في حق نفسه و وطنه و سلالته التي ستحكمها سلالة تقوتت من مال كان من المفروض أن يخصص للوطن.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد