المحرر الرباط
قضت محكمة مكناس، يوم امس الأربعاء، بأحكام تراوحت بين سنتين وست سنوات سجنا نافذا لثمانية متهمين، بالإضافة إلى تعويض مادي 21 مليون سنتيم لفائدة “شيماء” على خلفية القضية التي تعرضت فيها للاعتداء على يدي تسعة طلبة قاعديين وسط جامعة مولاي إسماعيل بمكناس في “حلقة “محاكمة شهدت حلق شعر شيماء وإرعابها بالسيوف.
و بالعودة الى قساوة الحكم الذي صدر في حق المتابعين في هذه القضية، ليس لمدته، و انما لظروف المدانين الذين يتابعون دراستهم على امل النجاح في الحياة و تحقيق حلم ابائهم، يبدو أن القضاء قد دخل منعطفا جديدا في علاقاته مع الطلبة الذين يتحولون الى عصابات بمجرد دخولهم الى الحرم الجامعي، حيث اصبح قانون الغاب يسود و يحكم، داخل مكان من المفروض أنه معقل لمن سيحمل المشعل في المستقبل.
اليوم و قد أدين هؤلاء بالسجن لمدة طويلة، لن يتحمل عناء و تبعات “الضسارة” التي كانوا يعيشون على وقعها بالجامعة، سوى أولياء أمورهم، الذين سيجدون أنفسهم مظطرين لحمل قفة السجن الى حيث يتواجد أبناؤهم، بينما كان حلمهم أكبر من ذلك بكثير، مشروع تلميذ التحق بالدراسة في السن السابعة من عمره، و كان حلمه انذاك أن يصبح طبيبا يمارس اسمى مهنة كونية، تحول الى مشروع “شمكار” سيغادر السجن حامل لرسالة الماجيستير في الطبع الاجرامي المكتسب من رفاق السوء.
و ان كان القاضي قد أدان هؤلاء فقسى على قلبه، و غلب حكمة العقل حتى يعيد للدولة و للحرم الجامعي هيبتهما، فانه قد مرر رسالة الى كل من لازال فكر “السيبة” يسيطر على تصرفاته، حتى يفكر ألف مرة قبل القيام بأي عمل خارج القانون، كما يمكن اعتبار هذا الحكم، عبرة سابقة لأوانها، بعدما توالت الاعمال الاجرامية داخل الحرم الجامعي، و بعدما جعل منه البعض ساحة للقصاص ينتقمون من بعضهم البعض خارج اطار القانون.