حتى لا نغير التاريخ: اليوسفي لم يكن وليا من أولياء الله الصالحين

المحرر الرباط

 

أن يتم تكريم اليوسفي باطلاق اسم شارع على اسمه، و بحضور الملك شخصيا، فذلك يعني أن الرجل يعتبر من الاشخاص الذين بنوا الدولة المغربية و ساهموا في ازدهارها، رغم أن المواطنين المغاربة قبل اليوسفي و بعده لازالوا ينتظرون ذلك الازدهار الذي قد يغير و لو شيئا بسيطا من حياتهم البئيسة، لكن عندما تشاء الصدف أن يتزامن عيد العرش مع قضية خدام الدولة، و يوشح الوزير الذي وقع على مرسوم قانون تفويت تجزئة طريق زعير، فذلك يفتح الباب أمام التكهنات و التساؤلات التي قد تنتهي باعتقالنا اذا ما أطلقنا العنان للمخيلة.

 

لنفترض أن تكريم اليوسفي و ما حدث فيما يتعلق بتجزئة خدام الدولة، هو مجرد صدفة، و أن الشخصيات التي تتضمنها من وحي الخيال و أي تشابه في الاسماء ….. لماذا يتم تكريم اليوسفي بهذه الطريقة اذن و نحن نعلم أن الاعلام هو من ساهم بنسبة كبيرة في نشر الصورة التي ترسخت اليوم على هذا الرجل، بينما لم يشهد له التاريخ في يوم من الايام، أن عبر عن موقف بطولي أو عن رأي معارض في المستوى، و ما كان يفعله في تلك الايام، هو نفس ما يفعله الكثير من الفايسبوكيين اليوم مع فرق في الزمان و طبيعة الحكم.

 

المطلعون على خبايا حزب الوردة، يؤكدون على أن عبد الرحمان اليوسفي يعتبر من بين الاشخاص الذين ضحوا بهذا الحزب في سبيل المنصب، و أن شخصيته تغلب عليها الانانية و لم يتواضع لله في يوم من الايام، بينما لم يخلو العصر الذي كان فيه رئيسا للحكومة من تجاوزات تمثلت في اغلاق جرائد و اعتقال أشخاص، دون الحديث عن قضية مرسوم التفويت الذي يضرب في الصفر كل ما تم الترويج له بخصوص هذا الرجل.

 

اليوسفي يا سادة، و بعد سنوات من المعارضة من أرض المهجر، حيث المكاتب المكيفة و الحقوق المضمونة، قبل بعرض الملك الراحل الحسن الثاني، فدخل الحكومة بعدما تنازل عن العديد من المبادئ التي كان يؤمن بها، و بعدما رضخ لبقاء عدد من الاسماء كان يعترض عليها و يطالب بمحاسبتها كادريس البصري الذي طرده الملك محمد السادس بعد أحداث العيون، و أوجار و بوزيان…

 

ان من يستحق اليوم أن تطلق على أسمائهم الشوارع، هم من أخرجوا البوليساريو من جبال شبيهة بتلك التي نراها في جبهات القتال بأفغانستان، و من تطلق أسماؤهم على المواليد الجدد الى يومنا هذا في مخيمات تيندوف، لما كان معروف عليهم من شجاعة و بسالة، كالكولونيل عابدين و الأسد الغجدامي، أم أن هؤلاء ليس لديهم الحق في توقيع مراسيم تفويت الاراضي لخدام الدولة؟؟؟

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد