المحرر متابعة
تحول خلاف عادي بين رجل جزائري وزوجته يقيمان في الولايات المتحدة الأمريكية إلى قضية رأي عام شغلت مواقع التواصل الاجتماعي ثم انتقلت إلى الصحافة، التي جعلت منها أولوية الأولويات، وراحت تسأل المواطنين رأيهم في الشارع، بل وتستضيف رجال الدين للحديث عن الموضوع وتبعاته.
القضية بدأت عندما نشر شاب يدعى عبد القادر فيديو على الانترنت، يقول فيه إن زوجته إكرام التي اصطحبها معه من الجزائر للإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية التي كان قد سافر إليها قبل ذلك بسنوات، هجرته من أجل الزواج من رجل مغربي، متهما إياها باستغلاله من أجل الحصول على إقامة في الولايات المتحدة، ثم تركه لتهرب مع عشيقها المغربي، مؤكدا أنها نزعت الحجاب لما سافرت إلى بلاد العم سام، وأنها غاصت في ملذات الحياة هناك.
ساعات قليلة لم يصبح لرواد مواقع التواصل الاجتماعي الجزائريين من couple algerie unحديث إلا عن إكرام، ليفتح الباب بذلك لكل التحليلات والتأويلات والفتاوى، فالبعض اعتبرها دليل على أن المظاهر خادعة في كثير من الأحيان، وعلى أن النساء من السهل أن ينحرفن إذا وضعن في بيئة مليئة بالمغريات، وحملوا كل المسؤولية للفتاة “الناقصة عقل ودين”، وفريق ثان رأى أن الرجل هو المخطئ لأنه لم يكن عليه إفشاء أسرار الزوجية، وأنه مهما كان خطأ وجرم زوجته كان عليه أن يكتفي بتطليقها وانتهى الأمر، وراح فريق ثالث يتناول الموضوع بكثير من السخرية، فالبعض اعتبر أن بان كي مون سيبدأ في إبداء قلقه، والبعض الآخر يؤكد أن أوباما سيتدخل لفض النزاع، وفريق آخر توقع بأن تنظيم داعش لن يتأخر في تبني عملية هروب إكرام مع عشيقها.
وبعد ساعات ساعات قليلة، وبدأت العدوى تنتقل إلى المواقع الإخبارية، ومنها إلى القنوات التلفزيونية، وما هي إلا ساعات قليلة، حتى ظهرت الزوجة إكرام لترد على زوجها، وتؤكد أنه لم يقل الحقيقة، وأنها هجرته وتركته لأنه أراد أن يتاجر بجسدها.
وفي نفس اليوم راحت القنوات الفضائية تجري مداخلات مباشرة مع عائلة إكرام، والطريف أن والدها لم يجد ما يقوله سوى اهتموا بمشاكلكم بدل الاهتمام بمشكل عائلي، وفي اليوم التالي كانت هذه القضية على صدر صفحات بعض الجرائد، التي تركت أخبارا كثيرة واهتمت بهذا الخبر بمنطق هذا “ما يطلبه الجمهور”.
* المصدر: القدس العربي