المحرر عن الاحداث
كما سبقت الإشارة، قامت السلطات الأمنية برئاسة رئيس المنطقة الإقليمية لسلا ونائب الوكيل العام باستئنافية الرباط والشرطة القضائية، ومختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية ، عشية يوم الإثنين 1 غشت الجاري، بإعادة تمثيل جريمة القتل البشعة التي ذهبت ضحيتها سيدة، والتي اكتشفت أجزاء جثتها موزعة على محطة القطار بمراكش والأطراف الأخرى بالرباط.. فيما احتفظ الجاني بالرأس واليدين بمنزل الزوجية بسلا ..
ووسط إجراءات أمنية مشددة، تمت إعادة تشكيل عناصر الجريمة، وإعادة تمثيلها بحي الدار الحمراء الشعبي التابع لمقاطعة تابريكت، وسط حشود من الساكنة التي استنكرت هذا الفعل البربري.. حيث لوحظ الجاني وهو يحكي تفاصيل الجريمة التي اقترفتها يداه بكل برودة واضعا على رأسه قبعة.. فبعد أن تمكن من خنقها وشل حركتها بالجلوس على بطنها.. قام بلفها في غطاء ، وجرها للحمام لبدء عملية التقطيع التي حولت جثة الضحية إلى أجزاء..
بعدها سيعمد الجاني على حمل الجزء الأول في حقيبة، والتوجه إلى محطة القطار بسلا، حيث سينتقل مع الحقيبة إلى البيضاء للتمويه، لينزل ويعود أدراجه للمنزل بسلا تاركا الحقيبة تكمل المشوار لمراكش، ثم يقوم بحمل طرف سفلي ، ونقله للرباط والرمي به قرب حديقة نزهة حسان.. والعودة للمنزل..
وحسب المعطيات الأولية التي توصلت بها “الأحداث المغربية”، فالأمر يتعلق بقيام المتهم وهو متزوج وله أطفال، بمحاولة طمس علاقته غير الشرعية بعشيقته التي لم تكن سوى إمرأة مطلقة بطفل وموظفة عمومية، بهذه الطريقة السادية والجنونية ، وذلك بقتلها وتقطيعها وتوزيع جثتها لأطراف متفرقة هنا وهناك.. لكن البصمات التي بقيت علقة بالحقيبة وأطراف الجثة ستفضح هوية الجاني..’.
وأفاد مصدر أمني ل”الأحداث المغربية”، أن تعميق البحث مع الجاني ، من قبل الشرطة القضائية بسلا، بتنسيق تام مع النيابة العامة، هو الكفيل وحده بإجلاء تفاصيل وملابسات الجريمة، و”الدوافع التي كانت من ورائها..”، ولهذا السبب سيؤكد التحقيق ظروف العلاقة غير الشرعية التي كانت تربط بين الجاني والهالكة التي تعرف عليها ‘شحال هذي بالقطار ‘، وإن كانت العلاقة نجم عنها بالفعل حمل غير شرعي ؟ أم أن الضحية طلبت من الجاني أن يتزوجها ؟ أم أن الغيرة هي سبب اقتراف فعلته، إن كانت الضحية قد صارحته بتركه ؟ أو أن الجاني يعاني من اختلال نفسي أو عقلي ؟أسئلة كلها سيكشف عنها تعميق البحث القضائي، والخبرة الطبية حول الجاني.. بعدما ينتقل الملف من البحث التمهيدي إلى التحقيق القضائي التفصيلي، ثم لأطوار القضاء الجالس.. بتهمة سيتم تكييفها الى ‘القتل العمد مع الثمثيل بالجثة ومحاولة إخفائها..’.
وكانت معالم الجريمة البشعة قد انطلقت بعدما تم اكتشاف أطراف بشرية بحقيبة أثارث الشبهة بمقصورة قطار بمحطة مراكش ،حيث تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش، بتنسيق مع ولاية أمن الرباط وفرقة الشرطة القضائية بسلا، زوال يوم السبت الماضي، من توقيف شخص يبلغ من العمر 37 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة القتل العمد مع التمثيل بالجثة.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن مصالح الأمن بمدينة مراكش كانت قد عاينت، زوال الجمعة الماضية، حقيبة على متن القطار القادم من مدينة فاس، مرورا بسلا والرباط، في اتجاه مراكش، وبداخلها أطراف لضحية من جنس أنثى، قبل أن تعثر مصالح الأمن بمدينة الرباط في نفس اليوم على أطراف أخرى تعود لنفس الجثة في حاوية للقمامة بالقرب من نزهة حسان.
وأضاف البلاغ أن الأبحاث والتحريات الميدانية المنجزة، مدعومة بالخبرات التقنية والجينية الضرورية، مكنت من تحديد أن الأطراف التي تم العثور عليها تعود لضحية واحدة تم تشخيص هويتها، كما تم الاهتداء إلى المشتبه فيه الرئيسي وتوقيفه بمدينة سلا، في وقت تم العثور داخل منزله الكائن بنفس المدينة، على أطراف أخرى من جثة الضحية، وعدة “مناشير” استعملها في التمثيل بالجثة وتقطيعها إلى أطراف.
وذكرت المديرية أنه تم وضع المشتبه فيه تحت تدابير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة لتحديد جميع ملابسات وخلفيات هذه القضية، موضحة أن المعطيات الأولية للبحث تشير إلى أن المعني بالأمر يشتبه في ارتباطه بالضحية بعلاقة خارج إطار الزواج، وأنه ارتكب هذا الفعل الإجرامي بسبب خلافات ناتجة عن هذه العلاقة.