عبر المشاركون في أشغال مؤتمر “قافلة السلام الأمريكية”، التي انطلقت الثلاثاء 24 أكتوبر بالرباط، على الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في نشر ثقافة السلام المتأسس على احترام التعددية.
و خلال نفس التظاهرة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكد المشاركون بمختلف دياناتهم ، على أهمية المؤتمر في مد الجسور بين ممثلي مختلف الأديان في تعزيز التفاهم والانفتاح.
و في كلمته المباشرة ،وضح القس بوب روبرتس من كنيسة نورثوود بدالاس الأمريكية، أن المغرب اضطلع، ومنذ القديم، بدور أساسي في النهوض بالسلم في العالم وتحقيق الالتقاء بين الأديان، مسجلا أن بلاده تقدر أهمية “إعلان مراكش” حول حقوق الأقليات الدينية في تشجيع الحرية الدينية، و أن ممثلي الديانات من حوالي 20 من كبريات المدن الأمريكية يحلون اليوم بالرباط في إطار قافلة السلام، بهدف بناء جسور تمكن من تشييد مجتمع متراص في الولايات المتحدة، معربا عن رفض الانقسام القائم بين الأديان عبر العالم.
واعتبر أن المؤتمر يكتسي أهمية كبرى لكونه يشكل ترسيخا وأداة لتفعيل “إعلان مراكش” في الولايات المتحدة، مسجلا أن الإعلان غير بشكل كبير من تعامل ممثلي مختلف الديانات مع بعضهم داخل الولايات المتحدة.
من الطرف اليهودي، أكد الحاخام بروس لوستيغ من المجمع العبراني لواشنطن، أنه “من الهام بالنسبة لنا التواجد بالمغرب بالنظر للدور التقليدي الكبير الذي يضطلع به المغرب في الجمع والتوحيد بين ممثلي الأديان السماوية”، معتبرا أن المؤتمر يشكل مناسبة للجميع لبناء جسور تفاهم بين الأئمة والحاخامات والقساوسة، من خلال اللقاء والحوار بشكل مباشر. أن اللقاء يشكل مناسبة لخلق بناء فرص لتغيير العالم، معتبرا أنه حان الوقت لإحلال السلام والعمل سوية لإقراره عبر العالم.
وشدد الحاخام بروس لوستيغ على أن ثقافة التسامح تعد بالأساس مدمجة، إذ تمكن من بناء صداقات عبر الحوار، مسجلا أهمية احترام الآخر وفهمه، ليخلص إلى أنه “حين نعرف بعضنا البعض يأتي التسامح بشكل سلسل“.
فيما قال الشيخ محمد ماجد، إمام ومدير مركز آدم الإسلامي بالولايات المتحدة، أن إعلان مراكش التاريخي شكل حدثا هاما يتم تنفيذ توصياته من خلال قافلة السلام الأمريكية، ويطبق بكافة بقاع العالم. و أن المؤتمر المنعقد بالرباط يجتمع لبحث سبل تحقيق الأمن الاجتماعي القائم على التعارف والتعاون، معتبرا أن قافلة السلام تحط اليوم في بلد السلام الذي يعرف بالتعددية وحمايته للأقليات.
ويعقد المؤتمر، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام، ورشات وجلسات تبحث سبل تعزيز العيش المشترك بين أتباع الديانات السماوية، مع تأكيد دور رجال الدين في النهوض بثقافة السلام.
يذكر أن “إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي”، الصادر في ختام مؤتمر “الأقليات الدينية في الديار الإسلامية..الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة”، الذي احتضنته مراكش في يناير 2016، كان قد دعا ممثلي مختلف الملل والديانات والطوائف إلى التصدي لكافة أشكال ازدراء الأديان وإهانة المقدسات وكل خطابات التحريض على الكراهية والعنصرية، مع التأكيد على عدم جواز توظيف الدين في تبرير أي نيل من حقوق الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية