أزمة الكركارات: هل يعيد التاريخ نفسه؟

المحرر العيون

 

سنة 2001، قررت جبهة البوليساريو، منع مرور رالي داكار، من الحزام الامني، و استنفرت عناصرها على طول الشريط الحدودي بين المغرب و الجزائر، مؤكدة على عزمها ضرب اي سيارة او دراجة نارية تعبر الحدود المغربية في اتجاه الجنوب.

 

هذه الخطوة التي سبقت مرور الرالي بايام قليلة، استنفرت السلطات المغربية، و جعلت الجنود المغاربة على الشريط الحدودي يعيشون على وقع استنفار غير مسبوق، تلقوا خلاله تعليمات صارمة بالرد على أي رصاصة تطلق من سلاح ناري بالضفة الاخرى.

 

عاش الجنود المغاربة ليلة مرور الرالي، ساعات في الجحيم، كانوا خلالها ينتظرون الحرب التي طرقت البوليساريو طبولها، لياتي الصباح، و يمر المشاركون في هذا الرالي الذي حولت وجهته فيما بعد، بسلام، و اتضح ان تهديدات البوليساريو لم تكن سوى جعجعة بدون طحين.

 

مرت السنين و الاعوام، و هاهي الجبهة اليوم، تعيد نفس السيناريو مع رالي موناكو، مهددة بمنع المشاركين من العبور الى الضفة الاخرى، طالما انها لم تستشر في هذا الحدث الذي تعتبره يعنيها لانه حسبها يمر من الاراضي التي تعتبرها محررة.

 

نتساءل اليوم كما يتساءل عدد كبير من المهتمين، عما اذا كانت جبهة البوليساريو قادرة فعلا على منع الرالي الذي ينتظر ان يمر بجانبها بعد ايام، أم ان تواجدها في منطقة الكركارات، لا يغدو ان يكون مجرد محاولة لاثارة الانتباه و تصريف الازمة الداخلية التي تعيشها القيادة في ظل الكوارث المتتالية التي تتهاوى على سقفها.

 

الفرق بين الامس و اليوم يتمثل في 16 سنة، يتكرر فيها نفس الحدث، و تسعى الجبهة الى ضرب المغرب من خلال الغاء رالي موناكو الذي قد يعتبر بدوره استفزازا للجبهة و جسا لنبضها، لكن جيش الانفصاليين بين سنة 2001 و اليوم، قد تغير بشكل كبير، و تطور بما لا يدع مجالا للشك بان الحرب اذا ما قامت فلن تمر بردا و سلاما لا علينا ولا عليهم.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد