المحكمة تدين ممرضة بثلاثة أشهر حبسا نافذة و الأخيرة توضح ملابسات القضية

 

توقف يوم امس الاربعاء العمل جزئيا لمدة ساعة واحدة على الاقل ب 25 منطقة صحية بمختلف المندوبيات التابعة لوزارة الصحة عبر مختلف التراب الوطني حيث نظمت الاطر الصحية وقفات احتجاجية للتضامن مع زميلتهم الممرضة في الصحية النفسية مريم بكار العاملة بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية التي ادانتها محكمة الاستئناف قبل اسبوع ب ثلاثة اشهر حبسا نافذا و غرامة مالية مهمة؛ بتهم جد ثقيلة تتعلق بالقتل الخطأ.. لكن الغريب في قضية الممرضة مريم بكار هو تبرأتها اداريا من قبل ادارتها الصحية و كذا امر قاضي تحقيق بحفظ الملف و حكم المحكمة ابتدائيا ببراتها و عدم مآخدتها، قبل ان تنقلب الامور كبوسا خلال مرحلة الاستئناف.

الممرضة مريم بكار فتحت قلبها في هذا الحوار الخاص مع موقع بلاد.ما حول مجريات القضية و تطورها من البراءة الى الادانة ب 3 اشهر حبسا. كما تكشف مستقبل قضيتها التي اضحت اليوم الشغل الشاغل لحوالي 60 الف من الاطر الصحية العاملة بمختلف مصالح و مستشفيات وزارة الصحة و استرعت تضامنا واسعا من قبل الجميع.

●● بداية، ماهي تفاصيل القضية؟

■ ليلة 11 يونيو 2013 كنت مكلفة بالحراسة الليلية في مصلحة الطب النفسي بالرشيدية، قمت بعملي كما هو معتاد دون أي تقصير أو إخلال بالواجب.. تفقدت أحوال النزيلات جميعهن وكنت طيلة الليل حريصة على رعايتهن بالدواء وحاجاتهن الخاصة، بينما في الصباح وأنا أقوم بتهيئتهن لوجبة الفطور أتفاجأ بالنزيلة المنتحرة و رأسها ملفوف برباط السرير المتواجد بالمعزل. والذي لا يمكن نزعه إلا بآلة خاصة توجد تحت إمرة الممرض المسؤول عن المصلحة. حيث سارعت لإنقاذها لأتفاجأ بكونها فارقت الحياة.

●● كيف تطورت مجريات القضية؟

■ يوم الحادث تمت المعاينة والآمر بالتشريح ليثبت بعد ذلك أن حالة الوفاة سببها الانتحار. لكن بعد شهور تم فتح تحقيق في الموضوع بإيعاز من نائبة برلمانية تدعي بسؤال شفوي طرح على السيد الوزير أن الوفاة غامضة وتطالب بالتدخل وفتح تحقيق. وبعد أشواط من التحقيق على مستوى الشرطة القضائية وكذلك لدى قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية تقرر عدم متابعتي و ذلك بتاريخ 19 ماي 2014.

●● اذن ماذا جرى حتى تمت ادانتك ب 3 اشهر حبسا نافذا ؟؟

■ استأنف الحكم من قبل النيابة العامة لتمر المحاكمة بجلسات على مستوى المحكمة الابتدائية، ترافع خلالها المحامي المؤازر ذ. مصطفى العلمي دفاعا عني وصرحت بأقوالي فاقتنعت الهيئة ببراءتي. وصرحت ابتدائيا وحضوريا بعدم مؤاخذتي من أجل ما نسب إلي والتصريح بالبراءة وتحميل الخزينة الصائر. ظننت أن الكابوس انتهى وصرت مطمئنة ومرتاحة بإنصافي لكن بعد سنة أواجه صدمة أقوى والمسلسل المرعب مستمر بين دهاليز المحكمة، حيث تم إستداعي مرة أخرى بنفس التهمة، سلمت قدري لله وقصدت الجلسة لأصرح دائما بما وقع ففضل القاضي تأجيل الحكم لما بعد أسبوعين، انتظرنا وحين انتهت المدة للنطق بالحكم مرة أخرى تقرر هيئة المحكمة التمديد.

●● ما هو احساسك بعد الحكم القاسي في حقك؟؟

■ وهكذا بين الخوف والثقة بكوني بريئة والصدمة باعتباري متهمة بتهمة خطيرة وأنا لم اقصر يوما ولا لحظة في عملي منذ أن التحقت بالمصلحة سنة 2005.

لكن الصدمة كانت أكثر من قوية ولازلت أعاني تبعاتها، منذ أن توصلت بالخبر الصاعقة، الحكم الظالم الجائر علي ب 3 أشهر نافدة وغرامة.

●● ماذا تعزمين القيام به الآن؟؟

■ لحسن حظي أسرعت بالنقض وأنا انتظر ما ستفاجئني به الأيام المقبلة. ولي كامل الثقة في العدالة بإنصافي وإظهار براءتي.

زر الذهاب إلى الأعلى