المحرر الرباط
جاء الربيع العربي، و أتى على رؤوس عدد كبير من الحكام العرب، الذين كانت الشرارة التي أحرقت البوعزيزي سبابا في انتزاع الكراسي من تحت مؤخراتهم، بعد ثورات عربية غير مسبوقة، ولدت بتونس و لاتزال مستمرة في بعض الدول كسوريا و ليبيا و اليمن…
ثورات انبقت عنها أنظمة جديدة، بنكهة اسلامية ممتزجة بالسياسة، و لان السياسة لا تقبل الشرف ولا العفة، في الدول الاسلامية، فان الربيع العربي الذي كان سبابا في ظهور تلك الانظمة، أعادها من حيث أتت، بعدما سقطت ورقة التوت عن اخر منتخب اسلامي، أراد أن يقلد مشية الحمامة فاختلط عليه الحابل بالنابل.
الانظمة الاسلامية التي ظهرت عقب الربيع، تساقطت تباعا، و لم يتبقى منها سوى حزب العدالة و التنمية، الذي قد يرجع الفضل الى بقائه على هرم السلطة الى متم الولاية الحالية، الى من ينعته اليوم بالتحكم، و الذي لولاه و لولا تجاوبه مع نبضات الشارع، لكان عبد الاله بنكيران اليوم خارج بيته، و ليس فقط خارج الحكومة.
اليوم و بعدما ظل الحزب الاسلامي في المغرب في مكانه، اذ يعتبره الكثيرون الحزب الوحيد الذي لم يتأثر بالهجوم المضاد للربيع العربي، خرجت رصاصة الرحمة من قلب حركة التوحيد و الاصلاح، و كشفت الصدف عن عورة ما تبقى من اسلاميي السياسة في بلادنا، بعدما تفجرت فضيحة عمر و عشيقته، أو زوجته العرفي.
فأن يتورط النائب الاول للحركة، في قضية متعلقة بالخيانة الزوجية، فذلك يعري حقيقة حزب أسس لنفسه حركة دينية من أجل ممارسة الاسلام السياسي، أما أن يتورط النائب الاول في هذه القضية فذلك يعني انه ليس هناك لا اسلام ولا هم يحزنون، و كل ما في الامر هو تجسيد لجماعة ارهابية شبيهة بداعش، “شي كا يشرق و شي كايغرب فيها”، فبعضهم يدعو الى قطع الرؤوس و البعض الاخر يستمتع بهدوء البحر رفقة عشيقته الداعية الاسلامية.
ولأن الزمن دوار، كما يقول اخواننا المصريون، فقد شاءت الاقدار، أن يقع في الزنى، من كان يهاجم المختار لغزيوي بالامس و ينعثه بالديوت، و من هاجم عصيد لأنه تزوج بمليكته بحضور الاله “ياكوش”، و من يهاجم دوزيم و يتهمها بنشر الفاحشة، و اذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف الناس بالحجارة يا عمر.