المحرر من سلا
مصطلح صحراوة في هذا المقال، لا يم ت بصلة للصحراء موضوع النزاع المفتعل مع جبهة البوليساريو، ولا بساكنتها أو المنحدرين منها، بقدر ما تعبر من ساكنة القرية لنعث وافدين على منطقتهم من الصحراء الشرقية، تغلغلوا في المؤسسات العمومية و المنتخبة، و أصبحوا يشكلون ركنا رابعا في منظومة اغتيال العقار بالقرية.
مجموعة من الاشخاص ببشرة سمراء، يتبنون بناء المساجد و يظهرون بثوب الاتقياء، بالتوازي مع ممارساتهم المشبوهة، المتعلقة بالسمسرة في العقار، و البناء العشوائي الذي قد يصل لتشييد عمارة بأربعة طوابق، رغم أن هذا الامر غير متوفر في تهيئة القرية التي تحولت الى دشرة يتكالب عليها اعضاء مافيات متكاملة الاطراف، باتت تستوجب دخول وزارة الداخلية على الخط.
عصابة مابات يعرف ب “صحراوة”، تمكنت من اختراق المؤسسات المنتخبة و شكلت علاقات مع رجال السلطة، ثم وجدت لها موطئ قدم بالوكالة الحضارية، فأصبحت تحصل على تصاميم التهيئة الحضرية، و تختار أصحاب الاراضي المخصصة للمناطق الخضراء، كي ترغمهم على البيع بدعوى أن الدولة ستنزع ملكيتهم مقابل ثمن زهيد، ثم تعيد استغلال نفس العقارات بتشييد منازل غير قانونية.
تمويل السياسيين، و تواطؤ رجال السلطة ثم المعلومات الثمينة المقدمة من طرف الوكالة، عوامل سهلت نشاطات صحراوة، و جعلتهم يراكمون ثروات بعدما دخلوا المنطقة و اكتروا غرفا متواضعة تشاركوها، فهل يعقل أن يستمر الوضع على هذا الحال؟ و الى متى ستستمر هذه الظاهرة التي سنفضحها بالوثائق و الحجج في سلسلة “القرية جنة الاسمنت”.