عميد كلية الآداب بتطوان يحول النقاش من العلمي الأكاديمي إلى “بيان سياسي”

المحرر مراسلة خاصة

عندما نشرنا في جريدة المحرر، قبل أسبوع تحديدا، خبر إلغاء مباراة توظيف أستاذ بكلية الأدب في تخصص الأدب والإعلام والتواصل، وذلك بناء على مصدر من داخل وزارة التعليم العالي، ناهيك عن مصدر آخر من داخل كلية الآداب بتطوان، كنا سنواصل فيما بعد توضيح بعض التفاصيل الصادمة عن الآليات التي تم بها تمهيد الطريق لشخص محدد وإقصاء عدد من الأطر الأكاديمية التي لها خبرة في الأدب والإعلام والتواصل، بداية من التسجيلات التي تحتفظ بها جريدة المحرر، مرورا بطريقة الانتقاء التي قيل عنها الكثير وفجرت الكثير من الجدل داخل الكلية وخارجها، وانتهاء باختيار اللجنة التي تتألف من أساتذة في الأدب العربي واللسانيات والترجمة ولا يوجد بينهم أستاذ متخصص في الإعلام من قبيل الأساتذة المختصين في المعاهد التي تتكفل بتكوين الإعلاميين بالمغرب وعلى رأسها المعهد العالي للإعلام والاتصال والذي يضم نخبة من الأكاديميين والمختصين في الإعلام.

غير أن الخروج الإعلامي للسيد مصطفى الغاشي، عميد كلية الآداب عبد المالك السعدي في تطوان، في إحدى المنابر، والذي كان بمثابة رد على الرسائل التي توصلت بها جريدة المحرر الإلكترونية، توصلت جريدة المحرر من مترشحين ثم إقصاؤهم يردون على تصريحات العميد حاول.

وسنحاول في هذا المقال أن نقف عند أهم النقط التي توقفت عندها الرسالة التي توصلت بها جريدة المحرر، وما تضمنته من ردود توضيحية حول خروج العميد، والذي يبدو من خلال الرسالة أنه وقع في المحظور ولا سيما عندما حاول أن يجنح في رده إلى استخدام الجانب السياسي.

الرسالة تعتبر أن السيد العميد مصطفى الغاشي حاول أن يهرب إلى الأمام بدل أن يرد على ما انفردت به جريدة المحرر، والتي كانت سباقة إلى تداعيات المباراة في توظيف أستاذ في كلية الأداب، وما رافق ذلك من جدل واحتجاجات من قبل المرشحين الذين تعرضوا للإقصاء وكذا من قبل أساتذة في الكلية الذين استقبحوا الطريقة التي تمت بها إعلان النتيجة، نتيجة كان متحكم بها، حسب الرسائل التي توصلت بها جريدة المحرر، قبل أن يتم الإعلان عنها !!

وحسب الرسالة التي توصلت بها جريدة المحرر، فإن خرجة عميد كلية الآداب بجامعة المالك السعدي، كانت هروبا إلى الأمام عبر توظيف ما هو سياسي على حساب ما هو علمي وأكاديمي، وذلك في محاولة منه لاستعطاف السياسيين وخاصة من حزب الاتحاد الاشتراكي، وإخفاء الجانب العلمي والأكاديمي واختيار اللجنة وإقصاء عدد من المرشحين على درجة عالية من الكفاءة في الإعلام والأدب والتواصل ولهم خبرة في الميدان، ويتحدثون لغات أجنبية بل ومنهم أساتذة في يدرسون بالفرنسية والإنجليزية والعربية، ولهم معرفة بأصول اللغة، وهو ما ينقص السيد أنس اليملاحي، والذي حاول عبر تدوينات زملائه الاسترشاد بالجانب السياسي السياسوي على حساب الجانب العلمي الأكاديمي، والذي يعاني منه بشهادة أساتذة في الكلية محسوبون على حزب الاتحاد الاشتراكي.

وفي هذا الصدد، تضيف الرسالة، نذكر من يريد أن يركب على الموجة السياسية التي ما باتت تثير الناظرين، نذكرهم أن أستاذه المشرف على الدكتوراه في التاريخ، وهو أستاذ في التاريخ، لم يقتنع ببحث اليملاحي وقام بتأجيله مدة زمنية طويلة جدا، ولم يناقش أطروحته إلا بعد إصلاح ما تم إصلاحه وتدخل بعض الأساتذة، كما أن أعضاء في الحزب والشبيبة الاتحادية، ومنهم باحثون أكاديميون محترمون استنكروا عملية التوظيف المشبوهة عندما علموا بالأسماء المرشحة التي لها خبرة في الإعلام والتواصل ولها تكوين جامعي في الأدب !

واعتبرت الرسالة التي توصلنا بها في جريدة المحرر أن خرجة السيد العميد كانت مجرد نفخة في رماد وصيحة في واد، وذلك بالرجوع إلى تصريحاته التي حاولت أن تنهج أسلوب المغالطة عوض الاعتراف بأخطائه في تفصيل المنصب على مقاس أنس اليملاحي.

ومن بين المغالطات التي أدلى بها العميد مصطفى الغاشي، قال بأن بعض المترشحين الموظفين لم يدلوا بالترخيص، وهذا الكلام مجرد لغو، بل كذب، فالإعلان واضح واشترط الإعلان ترخيص الموظفين بعد انتقائهم لإجراء المقابلة، وهو مدون في الإعلان عن المباراة !!! أوليست هذي مغالطة السيد العميد؟! وبلغة الدين الإسلامي، أوليس هذا كذب، وأنت سيدي العميد الإسلامي السابق المحسوب على حزب عبد القادر بليرج؟؟

بالنسبة لشهادة الدكتوراه: أو ليست هي الشهادة نفسها التي تسلمها كليتكم؟؟ والقانون واضح هي شهادة من جامعة من المملكة المغربية؟؟ والسؤال: ألم تفضحوا أنفسكم بهذا التصريح ؟ لماذا تؤجلون استصدار الشهادات؟ أوليست هي سبيل غير قانونية لتهيئة الطريق لشخص محدد بشحمه؟ ولحمه؟ وعظمه؟ ودمه؟؟؟

وهنا نشير إلى أن الشهادات كلها قانونية، وبلغة القانون!! فاعلم السيد العميد وابحث عن مسلك آخر من الورطة.

وأما قضية المنصة، والتي اتخذها السيد العميد “مبررا” لعملية إقصاء 16 من المترشحين من خيرة الأطر التي يمكنها أن تفيد الجامعة ويستفيد منها الطلبة، ومنهم إعلاميون وأساتذة في التواصل والترجمة ويتقنون لغات أجنبية، بل ويتواصلون بها مع طلبتهم.

إن هذا “المبرر” يورطكم السيد العميد، وهنا لا ينبغي أن تنس أن المترشحين حصلوا على استخراج توصيل التسجيل من المنصة، فكيف حصلوا على هذا التوصيل؟؟؟ هذا بالإضافة إلى أن بعض المترشحين لهم تكوين في الإعلاميات ويتعاملون بشكل يومي مع الانترنيت ولا يمكن لأحدهم أن يخطأ في عملية التسجيل في حين توفق المرشح المحظوظ؟؟!!

ابحث، السيد العميدن عن مبررات مقنعة وحجج واضحة وبراهين لائحة يجتمع حولها “العقلاء” عملا بالمثل المغربي السائر الذي يقول: “إذا كان لي تيتكلم أحمق فلي تيسمع عندو عقل” !

حاولتم السيد العميد في التوضيح/ البيان السياسي أن تلعبوا على الحبال، لكن التوضيح ورطكم، وذلك حين رمى أنس اليملاحي الكرة في ملعبكم، وقال وبالحرف: ” “هذه المسألة لا تخصني، بل تخص الإدارة… ما عندي حتا شي حاجة في هذا الموضوع، والإدارة لها كل المسؤولية”. نعم تخصكم في نهاية المطاف، في محاولة تبرئة نفسه من التوظيف الفضيحة “تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا”، وهنا يطرح موضوع المؤهلات، فهل الحاصل على إجازة مهنية وشهادة في التاريخ يمكنه أن يدرس الأدب والإعلام والتواصل، مناهج ونظريات وتجربة في الميدان؟؟ هل اللجنة المكونة من أساتذة في اللسانيات والأدب العربي والترجمة هي من اختارت؟ وكيف اختارت؟ وكيف أقصت مجموعة من الأطر التي لها شهادات في الإجازة تخصص الأدب وبعضهم تخرج من المعهد العالي للإعلام والتواصل ومن معاهد الترجمة والتواصل ويتقنون لغات؟؟؟

نسائلكم السيد العميد: لأي شعبة يتبع منصب أستاذ مساعد في الأدب والإعلام والتواصل؟؟؟ هل لشعبة الأدب العربي بما أن رئيس اللجنة من الأدب العربي والآخر في اللسانيات وآخرون غير مختصين في الإعلام؟؟ لأي شعبة سيتبع ومن هو رئيس الشعبة التي يسلمه الحصص الدراسية؟؟ هل شعبة الأدب العربي مثلا وأنس اليملاحي غير حاصل على أي شهادة جامعية في الأدب؟؟ لا في اللسانيات ولا في البلاغة ولا في الحجاج ولا في التواصل؟؟ وما هي خبرته في الإعلام؟

يقول السيد العميد: ” “المنصب الذي أحدثته كلية الآداب بتطوان جاء في إطار مشروع البكالوريوس، حيث تقوم الحاجة إلى مواد جديدة مرتبطة بالمهارات واللغة والتواصل، مع الانفتاح على الإعلام كمجال أصبح يفرض نفسه بقوة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتستقبل العديد من الخريجين للعمل في حقل الصحافة والإعلام”.

نعم، سلمنا لك السيد العميد، وهنا يعن طرح السؤال: هل الأسماء الثلاثة التي تم اختيارها للمقابلة تتوفر فيها هذه المعايير ومنها السيد أنس اليملاحي الذي تم انتخابه في الأخير أستاذا للمنصب المتبارى حوله والاثنان كأرانب سباق؟؟!! هل يتقن اللغة العربية بلاغة ونحوا وإملاء وإعرابا وشعرا؟ إذا كان الجواب: لاااا، فما دور لجنة يرأسها أستاذ في شعبة الأدب العربي؟

وهل سبق للسيد أنس اليملاحي الذي رمى الكرة في ملعب العميد أن قام بتدريس مادة في التواصل أو الترجمة بلغة أجنبية؟؟ وما علاقة الآخرين بالإعلام والتواصل؟؟ أوليسوا مجرد أرانب سباق وحسب للسيد أنس اليملاحي الذي ما فتئ يكرر منذ شهر شتنبر أنه سيدخل للجامعة أستاذ مساعدا للتعليم العالي؟؟

السيد العميد، لماذا تصرون على إقحام حزب سياسي في منصب أستاذ جامعي؟؟ نحن نتحدث عن المؤهلات العلمية والكفايات والخبرة في توظيف أستاذ جامعي لخدمة الجامعة ولسنا إزاء مؤتمر نتبارى حول من يمثل الحزب أو النقابة أو الشبيبة أو المجلس؟؟؟

رجاء ابتعدوا عن الجانب السياسي وخلونا في الجانب العلمي الأكاديمي وخدمة الجامعة المغربية، فلو ترشح مثلا يحيى بن الوليد مثلا إلى المنصب وهو اتحادي لما تحدث أحد، وذكرنا ابن الوليد لأنه من المثقفين الكبار المحسوبين على حزب الاتحاد الاشتراكي من منطقة شمال المملكة، وإلا فإن الاتحاد الاشتراكي عامر بالكفاءات الأكاديمية في الأدب والإعلام والتوصل، ومنهم إطار من فاس هو الآخر تم إقصاء ملفه سعادة العميد، والتهمة موجهة للمنصة بنت الكلب وهي بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب!!

السيد العميد، هناك مفهوم في علوم التربية يسمى بــ”التبرير البيداغوجي”، ومحتواه القضوي هو أن دور العميد في الكلية هو استقطاب الكفاءات لكليته حتى تتحصل على سمعة وإشعاع يليق بكلية مثل كلية عبد المالك السعدي التي تخرج منها باحثون وأطر، وحصل أساتذتها الباحثون على جوائز دولية، وآخرهم الباحث في البلاغة الدكتور محمد مشبال، ماذا لو تقدم إلى هذا المنصب مثلا محمد البقالي، وهو حاصل على الدكتوراه في علم اجتماع الإعلام، ومراسل قناة الجزيرة، وله خبرة ودراية تفيد الجامعة، فهل يتم هو أيضا إقصاؤه بمبررات المنصة والشهادة وملء الأطروحة، وهي مبررات واهية وكاذبة؟؟ أم أنكم ستتواصلون معه بالهاتف والبريد الإلكتروني وكل سبل التواصل حتى تغنموا في كليتكم بطاقة أكاديمية وإعلامية من طراز محمد البقالي مثلا، وغيره الكثير من الطاقات التي بدأت تفر بجلدها إلى الخارج بسبب الفساد المستشري في الكليات يا حسرتاه؟؟ وما كلية سطات عنا ببعيد!

أنتم مسؤولون سيدي العميد في التردي الذي وصلت له كليتكم، وآخرها فضيحة توظيف أستاذ جامعي في منصب الأدب والإعلام والتواصل، ولا علاقة له بالأدب والإعلام والتواصل، هذي هي الحقيقة !!

انتهت الرسالة التي توصلت بها جريدة المحرر

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد