فجر تقرير لمنظمة دولية فضيحة بيئية حقيقية تورطت فيها الجزائر على مدى عقود.
وكشف التقرير الذي موّلته منظمة “السلام الأخضر” البريطانية، ونشرته وكالة بلومبيرغ الأميركية، بأن أكبر حقل للغاز بالصحراء الجزائرية عرف على مدى عدة عقود تسرباً للميثان الذي يعتبر أحد أكبر الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وأشار التقرير، المنشور أمس الاثنين، إلى أن خبراء في جامعة فالنسيا الإسبانية أكدوا أن التسربات بدأت منذ ما يقرب من 40 عاما، لافتا إلى أن العلماء الذين يدرسون بيانات الأقمار الصناعية اكتشفوا نقطة ساخنة عالمية للميثان بحوض حاسي الرمل.
وبحسب بلومبيرغ، فإن هذه الحقائق تسلّط الضوء على تأثير الاحتباس الحراري بالجزائر، التي توفر حوالي 8 في المئة من واردات أوروبا من الغاز، وهي أكبر مورد للقارة بعد روسيا والنرويج.
وأوضح المصدر نفسه أن انبعاثات الميثان الأكثر قوة واستمرارية نتجت عن محطة ضاغط الهواء (جهاز لتحويل نوعية الطاقة) في حاسي الرمل بولاية الأغواط، والتي تساعد في نقل الغاز إلى أوروبا وأماكن أخرى.
ووفق وكالة الطاقة الدولية، فإن الجزائر تحل في المرتبة الثالثة من حيث كثافة إنتاج غاز الميثان بين مصدري النفط والغاز العالميين.
لكن بلومبيرغ أشارت إلى أن مشرعي الاتحاد الأوروبي، الذين يتطلعون لتشديد الرقابة على مثل هذه التسريبات، سيجدون أنفسهم أمام مهمة صعبة بسبب رغبة أوروبيّة للتخلي عن الغاز القادم من روسيا.
ونقل التقرير عن رئيس سلاسل التجارة والتوريد بمجموعة أبحاث الطاقة النظيفة، أنطوان فانيور جونز، قوله إن “الخطر هو أن الجزائر تمتلك في الوقت الراهن العديد من الأوراق”، بسبب جهود الاتحاد الأوروبي لخفض اعتماده على الوقود الأحفوري الروسي، ما يجعله أكثر اعتمادا على الموردين الآخرين.
وأضاف أن “الضغط على الجزائر لمعالجة المشكل سيكون أصعب بكثير من ذي قبل”.
جدير بالدكر أن الميثان هو مُركّب كيميائي من نوعية الهيدروكربونات البسيطة المشكلة للغاز الطبيعي، ويعتبر أسوأ أكسيد الكاربون على مستوى التلوث وتسخين الجو.
وبحسب المجلة العلمية الأميركية “ساينتفك أميركان”، فإن “هناك علاقةً وثيقة بين أمراض القلب والربو وتشوهات المواليد وغيرها من المخاطر الصحية من جهة، والتلوث الناجم عن غاز الميثان من جهة أخرى، إذ يمثل الميثان مع مواد كيميائية سامة أخرى مثل البنزين أحد المكونات الرئيسية لطبقة الأوزون الملاصقة للأرض”.