كان عشاق التحدي الرياضي ، مساء أمس السبت بسينما النهضة بالرباط ، على موعد مع المغامرة وبطلة رياضة تسلق الجبال المغربية، بشرى بايبانو، استعرضت خلاله التحديات و المغامرات التي خاضتها لتسلق القمم الجبلية السبعة الأعلى على وجه الأرض.
و شهد اللقاء، الذي حضرته مجموعة من الفعاليات الثقافية، وجمهور عريض من المعجبين بالبطلة المغربية والمهتمين برياضة تسلق الجبال، قراءات في كتاب (طريقي نحو قمم العالم السبع)، وهو عبارة عن ذاكرة لبشرى بايبانو، أول امرأة مغربية وشمال إفريقية تبلغ القمم الجبلية السبع الأعلى في العالم.
وحاولت بايبانو، بين دفتي هذا الكتاب، الذي يقع في 366 صفحة، والصادر عن دار النشر “Les éditions du Net”، أن تقرب القارئ من مختلف التحديات والصعاب التي واجهتها خلال إنجازها العالمي، مبرزة كيف أن إرادتها وعزيمتها القويتين سمحتا لها ببلوغ الهدف الذي سطرته على أجندتها سنة 2011 “تسلق قمم الجبال السبعة”، وبلغته سنة 2017، حين وطأت قدماها قمة “إفيريست”، أعلى جبل على سطح الأرض (8848 متر). كما شهد هذا اللقاء المفتوح ، مع البطلة المغربية بايبانو، عرضا لفيلم بعنوان “القمة”، وهو شريط وثائقي ممتع يسلط الضوء على أهم المحطات التي مرت بها البطلة المغربية في رحلتها نحو القمم السبعة الأعلى في العالم.
وتوقف الشريط عند محطة جبل “دينالي”، أعلى قمة في أمريكا الشمالية، حيث كان التنفس صعبا والظروف المناخية قاسية، ما جعل بشرى تتردد كثيرا في المواصلة، غير أنها واصلت وبلغت القمة، “بفضل دعوات العائلة ودعمها”، على حد قولها . كما عادت بايبانو بالمشاهدين إلى محطة “فينسون ماسيف”، أعلى قمم القارة القطبية الجنوبية المتجمدة، حيث كان “يحيط بنا الثلج الأبيض من كل الجهات، ويعم الصمت ولا تسمع إلا صفير الرياح” ، متسائلة في لحظة “إن كنا لا نزال فوق سطح الأرض”.
كما شاركت البطلة الجمهور الحاضر تجربتها في محطة “إفيريست”، ومغامرة جبال الهملايا، حين وصلت بايبانو إلى المنطقة التي يطلق عليها “نقطة الموت”، بسبب قلة الأكسجين لدرجة تؤدي بالمرء إلى الموت.
واستعرض الشريط كذلك كيف تعايشت أسرة البطلة المغربية مع هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، على الخصوص زوجها، ووالدتها، وابنتها الصغيرة، وقالت في هذا الصدد “أصعب شيء عانيته خلال رحلتي هو شوقي إلى ابنتي الصغيرة”. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت البطلة بشرى بايبانو عن سعادتها العارمة بمشاركة الجمهور تجربتها، مبرزة أن حب تسلق الجبال يجري في عروقها منذ أن تسلقت جبل توبقال للمرة الأولى في حياتها.
وأضافت أن الكتاب يعد سيرة ذاتية يوثق رحلتها إلى القمم السبعة بأبرز تفاصيلها، مضيفة أنها خصصت جزءا من هذا الكتاب لحياتها الشخصية، منذ طفولتها، متمنية أن يكون مصدر إلهام بالنسبة للجميع، وللفتيات على الخصوص “ليتمكن من رفع التحدي، وتحقيق أهدافهن وأحلامهن في الحياة”. وفي تصريح مماثل، لم يخف مهدي مطيع، مخرج الشريط، سعادته بالعمل مع البطلة بايبانو، وقال عنها “فاجأتني كثيرا شخصيتها البسيطة، وهو من دفعني إلى التواصل معها، والعمل معها في تصوير هذا الشريط”.
وأضاف أن تصوير الفيلم في تلك الظروف المناخية القاسية كان صعبا للغاية، “لكن العزيمة والإرادة التي تتحلى بها بشرى بايبانو كان مصدر إلهام بالنسبة لي للمواصلة وتصوير الفيلم”.
وتعد بشرى بايبانو، وهي رئيسة اللجنة النسوية بالجامعة الملكية المغربية للتزحلق ورياضات الجبل، أول مغربية تتسلق القمم السبعة، (كليمنجارو في إفريقيا (2011)، وإلبروس في أوروبا (2012)، وأكونكاغوا في أمريكا الجنوبية (2014)، ودينالي في أمريكا الشمالية (2014)، إضافة إلى قمة بيراميدس كارستنزي في إسبانيا (2015)، وإفريست في آسيا (2017)، وفينسون في القطب الجنوبي (2018)