المحرر الرباط
يُجمع العالم على أن الدولة الفرنسية قد دخلت منذ سنوات في فترة صعبة بدأت خلالها تفقد الكثير من تاثيرها و نفوذها، خصوصا على مستوى عدد من مستعمراتها السابقة، حيث ظل هذا الكيان الامبريالي ينهب الثروات و يسرق الخيرات تحت ذريعة الحماية و الحفاظ على الامن.
و بعدما انسحبت القوات الفرنسية من مالي و هي تسحب اذيال الهزيمة، بدأت العديد من الدول الافريقية تسجل مواقف واضحة و صريحة ضد استغلالها من طرف الفرنسيين، في وقت بدأ الافارقة يتخلصون شيئا فشيئا من تبعات المستعمر و توغله داخل مؤسساتهم السياسية و الاقتصادية.
في المقابل، لاتزال فرنسا متمسكة بارادتها الرامية الى استغلال ماتبقى من مستعمراتها السابقة، و تتحدى العالم من أجل فرض وجودها كقوة دولية رغم أن واقع الحال يؤكد على أن نفوذها قد تراجع بشكل ملحوظ، و و هي اليوم عاجزة عن مسايرة تقدم القوى العظمى و عن الحفاظ على فرض ذاتها على المستوى الدولي.
فرنسا اليوم تعيش اياما حالكة، سواء تعلق الامر بالمجال الاجتماعي او الاقتصادي و قد زادت واقعة اعدام الطفل نائل الطينة بلة، و عادت بجمهورية بونابارت سنوات الى الوراء حقوقيا، و فضحت مزاعم هاته الدولة بخصوص احترامها لحقوق الانسان و لشعارها “حرية، مساواة، أخوة”، فعن اي مساواة و عن اي حرية يتحدث عنها الفرنسيون في ظل قتلهم الابرياء؟
واقعة مقتل الطفل نائل، المنحدر من الجزائر، هي دليل على امتداد العنصرية المتجذرة داخل المؤسسات الفرنسية، و تأكيد على ان فرنسا الامبريالية لم تنسى بعد ماضيها الاسود، و ما ارتكبته في حق سكان مستعمراتها قبل عقود، و من يفند هذا الكلام نسائله عما اذا كان الضابط القاتل سيرتكب تلك الحماقة لو أن سائق السيارة كان فرنسي الاصل؟
الثابت في سياسة فرنسا، هو ارتكابها لجرائم انسانية في حق المواطنين من اصول افريقية فقط، و الواقع هو ان العنف المرتكب في حق هؤلاء، يضاعف نظيره المرتكب في حق ذويي الاصول الفرنسية عشرات المرات، و حتى عندما تحاول الشرطة الفرنسية استعراض قوتها على وسائل الاعلام، فاغلب ضحاياها يكونون من اصول افريقية فقط.
مشكلة الدولة الفرنسية تكمن في تجدر العنصرية داخل مؤسساتها، التمييز بين حاملي جنسيتها في كل ادارة، لدرجة أن جهازها الامني قد بدأ يقتل الناس تلبية لرغبات استعبادهم، و هنا لابد للمنتظم الدولي أن يتدخل لوقف نزيف القتل الذي يتعرض له الاشخاص لمجرد انهم ليسوا فرنسيين ابا عن جد، أما عن المتفرنسين ممن يدعون الدفاع عن حقوق الانسان، فلا تنبسوا ببنت شفة لاننا نعلم انكم لا تستطعون فضح والدتكم.