المحرر متابعة
“سنحميكم.. هذا هو موطنكم”.. رسالة طمأنة حملها عمدة مدينة نيويورك الأمريكية، بيل دي بلاسيو (55 عاما)، لسكان المدينة كافة، لا سيما المسلمين، الذين يخشون من سياسات إدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب.
وتحدى العمدة (الديمقراطي)، الذي يسعى إلى إعادة انتخابه عام 2017، رجل الأعمال الملياردير الجمهوري ترامب (70 عاما)، الإثنين الماضي، متوعدا بمقاضاته وحكومته في حال اتخاذ أي إجراء يهدد سلامة المسلمين.
فمتحدثا أمام المئات من أنصاره في القاعة نفسها التي ألقى فيها الرئس الأمريكي الراحل، إبراهام لينكولن (1861- 1865)، خطابه الشهير المناهض للعبودية عام 1860، قال دي بلاسيو في خطاب حماسي استمر قرابة الساعة، بعد أيام من انتخاب ترامب: “لن أسمح بأي إجراء يهدد سلامة المسلمين أو يشعرهم بالإهانة أو القلق على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، وسأتخذ كافة الإجراءات القانونية التي تمنع ذلك”.
ونيويورك، التي يراها دي بلاسيو “أعظم مدن العالم”، هي واحدة من أكثر المدن تنوعا وترحيبا في العالم، حيث يقطنها أكثر من 8.4 مليون نسمة من أديان وأعراق مختلفة يعيشون ويعملون جنبا إلى جنب، وفقا لموقع “حقوق الإنسان في نيويورك” (غير حكومي).
ويلتزم دي بلاسيو بمحاربة عدم المساواة في الدخل، إذ يؤمن بأن “جميع سكان نيويورك يستحقون فرصة للنجاح في أعظم مدينة على وجه الأرض، وهذا يعني أن يحصل كل طفل على تعليم جيد، وأن تكون جميع الطوائف آمنة، وكل نيويوركي له مكان مناسب يسميه موطنا”.
ونصب دي بلاسيو نفسه، بحسب مراقبين، صوتا بارزا في الحركة الوطنية لمقاومة سياسات ترامب المحتملة، والتي يمكن أن تؤدي إلى ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وتتطلب تسجيل المسلمين، وإعادة استخدام سياسة التوقيف والتفتيش غير الدستورية.
ويبدو أن عبارات عمدة نيويورك القاسية ضد ترامب طمأنت بعض سكان المدينة، حيث قالت أسيتو سي تراوري، وهي زعيمة بارزة بين المهاجرين الأفارقة في حي هارلم، ومؤسسة “المركز الثقافي المالي” (غير حكومي): “أشعر بثقة كبيرة وامتنان لما قاله العمدة، لاسيما أن نيويورك لن تتعاون مع أي جهود محتملة من الحكومة الاتحادية للترحيل الجماعي للمهاجرين”.
وختمت أسيتو سي بقولها: “كثيرون يتصلون بي، ويقولون: هل سيقومون بترحيلي الآن بعد أن أصبح ترامب رئيسا.. الآن أعرف ما يمكنني أن أقوله للناس. الآن يمكننا تنفس الصعداء”.