شددت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (ديستي) قبضتها على شبكات تهريب الأموال المرتبطة بألعاب القمار في إقليم الناظور.
وبحسب مصادر موثوقة، فإن التحقيقات كشفت عن شبكة متكاملة من المحلات التي تستخدم لتبييض الأموال، حيث تم رصد أحد هذه المحلات في قلب مدينة الناظور. كما أشارت المصادر إلى أن التحريات لا تزال جارية لكشف المزيد من هذه المحلات في مناطق أخرى بالإقليم، خاصة بني أنصار.
وكشفت صحيفة الصباح التي أوردت الخبر في عددها الصادر اليوم أن التحقيقات الأمنية انطلقت، منذ انفرادها بنشر مقال حول محلات مخصصة للقمار بإقليم الناظور، خاصة في بني أنصار، التي يمتلكها بارون مخدرات سابق، يديرها من مليلية المحتلة، إذ يشرف أتباعه على محلات للقمار تجني أرباحا بالملايين أسبوعيا، ويتم تهريبها بطرق متعددة إلى خارج المغرب.
وذكرت المصادر ذاتها أن المحلات المعنية لجأت إلى التخلص من تطبيقات الألعاب، وأوقفت العمل بها، تفاديا لضبط أصحابها متلبسين، كما أخبرت عددا من زبنائها المدمنين بوقف أنشطة القمار، إذ فوجئوا بأن حساباتهم على بعض المواقع الإلكترونية، التي توجد خوادمها في دول أوربية مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا وإسبانيا واليونان، أغلقت نهائيا، رغم أن بعضها يتوفر على رصيد بالملايين، فرغم صعوبة تحديد الحجم الدقيق لهذه السوق غير القانونية، إلا أن حجم عوائدها مرتفع جدا، ما يشكل تهديدا للاقتصاد الوطني.
ولم تستبعد المصادر نفسها أن يتم، في الأيام المقبلة، إيقاف عدد من المشتبه في علاقتهم بشبكات تركية وروسية وألبانية، المسؤولة عن غسل الأموال أو تهريبها بطرق معقدة، منها تحويلها إلى حسابات مصرفية “مغلقة” أو إلى تطبيقات مالية خارج المغرب، إذ يتم سحب هذه الأموال بشكل غير قانوني عبر بطاقات بنكية أو عبر المحافظ الإلكترونية، كما يتم تحويل الأموال عبر الحوالات الدولية، من خلال شبكات خارجية تسيطر عليها العصابات، حيث تنتقل عبر مليلية المحتلة أو عبر أساليب غير شرعية أخرى تضمن إخفاء أصل الأموال.
وثمن حقوقيون تحريات الأجهزة الأمنية للحد من خطورة شبكات غسل أموال المقامرين، مشيرين إلى أنها تسببت في ما وصفوه بـ”كوارث اجتماعية”، مست جميع الفئات، بمن فيها أبناء الأثرياء، في المقابل أدت إلى ثراء أحد أباطرة المخدرات، الذي يستقر في مليلية المحتلة، خاصة أنه يعتبر زعيم الشبكة ويتلقى عمولة من مالكي التطبيقات تصل إلى 60 في المائة، في حين يتكلف بصرف المبالغ المالية على بعض الفائزين نقدا.