ذكرت صحيفة الصباح في عددها الجديد أن غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط، أصدرت ليلة الاثنين الماضي، عقوبات حبسية في حق عصابة للسرقة، تتكون من ثلاثة ملثمين، نفذوا سرقة مثيرة، تتعلق بتكبيل طبيبة والسطو على مجوهراتها وسيارتها، لينال كل واحد منهم عقوبة سنتين حبسا نافذا، وتعويض عشرة ملايين للضحية.
ووفق تصريحات الطبيبة داخل قاعة الجلسة وأيضا أمام الدرك الملكي بعين عودة، فالضحية كانت عائدة إلى بيتها، وبعدما ركنت سيارتها بفيلتها وكانت متوجهة لفتح الباب فاجأها عضو العصابة الأول بالنزول من سطح الفيلا بدوار أولاد الطيب بجماعة المنزه بطريق زعير بالرباط، بواسطة سلالم خارجية، مؤكدة وضع يده على فمها لمنعها من الصراخ، قبل أن تتفاجأ بشريكيه. وبعد احتجازها وطرحها على الأرض بعد تكبيلها، فتش المتهم الأول أرجاء الفيلا واستولى على مجوهراتها الثمينة.
وأكدت الضحية أيضا نزع دملجيها وسلسلة وخمسة خواتم من الذهب، وساعتين يدويتين باهظتي الثمن، وذلك تحت التهديد بالسلاح الأبيض، كما هددها الجناة بالقتل، لكنهم تراجعوا عن محاولة إلحاق الأذى بها، بعدما وافقت على كل ما أمروا به.
وبعد ذلك تقول الطبيبة جردوها من هاتفها المحمول ومفتاح سيارتها ليستولوا على عربتها من نوع “أوبيل” وأغراض أخرى ضمنها معطفها ومبلغ 1000 درهم، وغادروا المنزل على متنها.
واستعانت الضابطة القضائية لدرك عين عودة بكاميرات محل تجاري غير بعيد عن الفيلا، والتقطت التسجيلات ثلاثة أشخاص بعد إيقافهم تبين عدم صلتهم بالنازلة، كما أكدوا عدم مشاهدتهم لأي تحركات مشبوهة بالفيلا أو محيطها.
وبعدها أوقفت الضابطة القضائية مشتبها فيه لكن التحريات أكدت أنه كان يقضي عقوبة حبسية بسجن العرجات 1، لكن هذا المعتقل قدم معطيات غنية ساهمت في حل النازلة، حينما أكد أنه بعد الإفراج عنه لاحظ أحد أبناء الدوار يتوارى بين الفينة والأخرى عن الأنظار، وظل يبحث في سبب ذلك، قبل أن يصله خبر أن الدرك الملكي يبحث عن سيارة مسروقة في ملكية طبيبة، فشك في ارتكابه الجريمة.
وبعد تعميق البحث الذي امتد لشهور طويلة وصلت الضابطة القضائية للدرك الملكي إلى هوية الفاعلين، سيما بعدما صرح واحد لآخر برغبته في مغادرة جماعة المنزه بصفة نهائية وبأنه سيدفع بالتصريح بأنه كان بالداخلة لحظة تنفيذ الجريمة، كما أكد المتهم الثاني أنه كان يشتغل بورشة ألمنيوم بطنجة أثناء تنفيذ الجريمة، فيما الثالث الذي يشتغل بقاعة حفلات بشارع محمد السادس بالرباط وضع بدوره لعابه رهن الخبرة الجينية.
وبعد سقوط عدد من المتهمين في قبضة الدرك تعرفت الطبيبة على واحد منهم بدأت التحقيقات، سيما حينما عثر المصرح الذي كان موجودا داخل السجن، على صورة متهم وهو يضع قناعا على وجهه بمفكرة هاتف، لتصل الأبحاث إلى أن صاحب الصورة هو مدبر عملية السرقة.