حذرت ورقة بحثية من احتمال مواجهة عسكرية بين المغرب والجزائر القوتين الإقليميتين بسبب تفاعل عوامل طارئة وأخرى بنيوية.
وتناولت الدراسة المنشورة على الموقع الإلكتروني للمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات مسألة التسلح في المنطقة المغاربية، في ظل التنافس الدفاعي بين المغرب والجزائر، معتبرة أن ارتفاع وتيرة تسلح هذين البلدين حديث نسبيًا، وقد بلغ مستويات جعلت من المنطقة المغاربية واحدة من أكثر المناطق تسلحًا في العالم؛ كما أشارت إلى أن أربع دول مغاربية (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا) استحوذت على حوالي 50% من الإنفاق العسكري الإفريقي لعام 2021.
وأشارت الدراسة إلى أن الدول المغاربية تخصص نسبة كبيرة من ثرائها للإنفاق العسكري، وتأتي الجزائر في المرتبة الأولى مسجلة أعلى النسب في عام 2015(6,27٪) وعام 2016 (6,38٪) وفي عامي 2019 و2020(6,02٪و 6,66٪) ثم تراجعت إلى (5,59٪) عام 2021، يليها المغرب الذي خصص أكبر نسبة من ثرائه للإنفاق العسكري في عام 1981(6,38٪) وفي عام 1982(6,22٪) وبلغت نسبة إنفاقه أكثر من ضعف إنفاق الجزائر في الثمانينات.
وتجاوز إنفاقه نسبة 4 في المائة في معظم أعوام التسعينات، ثم انخفض إلى 3 في المائة تقريبا، تم ارتفع مجددا طوال العقدين الأخيرين ليبلغ أعلى مستوياته خلال عامي 2020 و 2021(4,28٪ و 4,18٪).
وتوصلت الدراسة التي كتبها عبد النور بن عنتر، أستاذ مشارك بأكاديمية جوعان بن جاسم للدراسات الدفاعية في قطر، إلى استنتاجات أساسية منها أن: تسلّح البلدين يعكس تنافسهما على الزعامة ومدركات التهديد، وأن دينامية التسلح مستقلة عن التوترات السياسية البينية، وأن ثمة احتمال مواجهة عسكرية بين القوتين الإقليميتين بسبب تفاعل عوامل طارئة وأخرى بنيوية.