المحرر متابعة
استحق الممثل عبد الرحيم التونسي، المعروف بـ”عبد الرؤوف”، عميد الفنانين الكوميديين المغاربة، تكريماً من قبل مهرجان مراكش السينمائي الدولي، الذي انطلقت فعالياته الجمعة الماضية ويتواصل حتى العاشر من الشهر الجاري.
وبعد كل من المخرج الإيراني الشهير، والمخرج الكوري الجنوبي “شينيا تسوكاموتو”، والمخرج الهولندي “بول فيرهوفن”، كان لـ”عبد الرؤوف” موعد مع التكريم في الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وتم تكريم “عبد الرؤوف” بعرض فلمين أولهما “عمي” الذي شارك فيه الممثل والفكاهي المغربي، ويحكي الفيلم الذي أخرجه نسيم عباس، هذه السنة، قصة ممثلة شابة تدعى “عالية” تعيش بالعاصمة المغربية الرباط، حيث تكتري شقة برفقة “ليلى” و”هند”، وتعمل لتجعل من نفسها ممثلة مشهورة في عالم السينما. وبعد فترة غياب طويلة تستقبل “عالية” عمها “عبد الرؤوف” لكن التعايش بين هذا الأخير والشابات الثلاث أمر صعب التحقق.
يتذكر أجيال من المغاربة عبد الرحيم التونسي باسم “عبد الرؤوف”، الشخصية التي لم تفارقه طوال مسيرته الفنية التي تجاوزت 60 سنة. ويصفه الكثيرون بـ”عميد الفكاهيين المغاربة” المعاصرين.
بدأت مسيرة “عبد الرؤوف” الفنية بالمعتقل، إبان الاستعمار الفرنسي للمغرب، في الخمسينات من القرن الماضي، عندما اعتقل لانتمائه للحركة الوطنية.
واستطاع عبد الرؤوف الذي ولد في الدار البيضاء عام 1936، أن يخلق لنفسه انتشارا كبيرا في سنوات الستينات والسبعينات وحتى التسعينات بفضل الشخصية البسيطة و”الساذجة” التي كان يجسدها حتى باتت شخصية “عبد الرؤوف” مرادفا للسخرية والتهكم.
وطوال عقود طويلة ظل عبد الرحيم التونسي يطل على المغاربة في التلفزيون الرسمي والوحيد في البلاد آنذاك، بشخصية عبد الرؤوف”، بجسده النحيف، ولباسه الفضفاض، سواء من خلال العروض الفكاهية الفردية التي يعتبر رائدا فيها بالمغرب، أو من خلال المسلسلات والأفلام التلفزيونية.
بالموازاة مع عمله الفني عمل عبد الرحيم التونسي في شركة لصناعة السيارات، قبل أن يكرس حياته للمسرح والفكاهة، ويؤسس سنة 1975 فرقته المسرحية، التي جال بها مدن وقرى المغرب، وأقام عروضا كثيرة خارج البلاد.
وإلى جانب المسرح والتلفزيون مثل “عبد الرؤوف” في العديد من الأفلام السينمائية، بينها فيلم “با العربي مول البشكليط” (السيد العربي صاحب الدراجة) سنة 2007، والذي حاز جائزة أفضل ممثل بمهرجان قرطاج. و”بلا حدود” سنة 2008، و”ماجد” سنة 2011، و”خنشة ديال الطحي سنة 2012.