المحرر الرباط
في خطوة تنم عن جدية جلالة الملك، و عن تابعته لكل كبيرة و صغيرة في المملكة، أقدم جلالته على اعفاء وزراء و مسؤولين في انتظار استكمال لائحة المغضوب عليهم، بسبب التقصير و الاهمال، بعدما تم اطلاع جلالته عدى تقارير تضمنت تقصير عدد من الجهات في انجاز مشروع ملكي ضخم بمنطقة الحسيمة، هذا التقصير الذي ساهم الحراك الريفي في اماطة اللثام عنه، و كشف عن جانب من جوانب عجز بعض المسؤولين في القيام بمهام تعهدوا امام جلالة الملك بالتفاني في القيام بها.
جلالة الملك يثبت للشعب المغربي اليوم أن خطاباته لم تكن في يوم من الأيام مجرد كلام موسمي أو شعارات رنانة كما يحاول بعض العدميين الترويج لها، و إنما مناسبة لربط القول بالفعل، و تعبير عن قرب الملك من رعيته، و استعداده للتضحية بأي كان لأجل الوطن و المواطن، الشيء الذي عبر بلاغ القصر الملكي الذي أتى على الاخضر و اليابس، و لم يستثني حتى عالي الفاسي الفهري، الرجل الذي كان الكثيرون يعتقدون بأنه أقوى من القوة نفسها.
عندما يعفي جلالة الملك، أخ مستشاره، المنحدر من عائلة نافذة، حسب ما يتم تداوله في اوساط النشطاء، فان في هذا القرار رسائل ضمنية، تدعو باقي المسؤولين الى اخد العبرة حتى لا يطالهم ما طال لائحة المغضوب عليهم، و حتى لا يصنفون ضمن قائمة مساخيط سيدنا، التي تعتبر في نفس الوقت قائمة لمساخيط الشعب طالما أن المغاربة مرتبطون بالملك قلبا و قالبا، و منسجمون مع قراراته شكلا و موضوعا، و من هنا نتساءل كيف سيقف من غضب عليهم جلالة الملك في الضوء الاحمر، و سينظرون الى المواطن و هم مرتاحون.
الملك محمد السادس، يؤكد للمغاربة قاطبة، على أنه لا مصالح فوق مصالح الشعب المغربي، ولا أهداف لديه سوى التفاني و الاخلاص في خدمة شعبه، و قراراته الاخيرة قد تكون مناسبة سامحة كي نعبر له عن مدى اخلاصنا لجلالته، و مدى تعلقنا بالعرش العلوي المجدي من جهة، و عن تجديدنا لتقيم فروض الولاء و الطاعة له، و مبايعته أميرا للمؤمنين من جهة أخرى.