المحرر الرباط
بمجرد القائكم نظرة على بروفيلات مجموعة من الاشخاص الناشطين تحت لواء العشرات من الرابطات و المنظمات و التنسيقيات و ما الى ذلك من الاسماء المختلفة، ستقفون على حجم العبث التي الت اليه الوطنية و كيف اصبح لقب المواطن الصالح يوزع على ورق من كرطون، عليه اختام شبيهة بتلك التي تضعها الدولة على وثائقها، في غياب تام للمصالح المعنية.
و عندما تقوم هيئة تطلق على نفسها “هيئة الشباب الاشراف و الوطنيين”، بتقديم شواهد كتب عليها “سلمت له لما قام به من خدمات جليلة دفاعا عن الثوابت و المقدسات…”، فمن حقنا أن نتساءل عن المعايير التي تعتمدها مثل هذه الهيئات في تصنيف من يقدم خدمات جليلة للوطن، خصوصا عندما يتعلق الامر باشخاص لم يحملوا سلاحا في الحدود، و لم يستفد الوطن حتى من افكار قدموها له.
كثرة الشرفاء و المنحدرين من البيت النبوي، و سلالات الأجناس السامية، و ما انبثق عنهم من هيئات وصلت ببعضهم لدرجة النصب على معمر القدافي بعدما باعه احد النصابة و معه صحافي معروف، شجرة تدل على انتمائه للادارسة، جعلتنا في مجتمع مليئ بالمتناقضات، يعج بأرنبات و داك شي، لم يتبقى لها سوى المشي فوق جثتنا بدعوى أن الحياة لا تحلو الا بمباركتهم.
الخطير في الامر، هو عندما تقوم اغلب تلك الهيئات، بتوزيع بطائق و شهادات، مختومة بطوابع في قلبها تاج المملكة، و قد تجد في بعضها يجب توقير حامل هذه البطاقة، و ذلك دون أن تصدر اية ردة فعل عن الجهات المعنية، التي من واجبها حماية المواطن و الموظفين من شطط بعض الاشخاص الذين كذبوا في يوم من الايام على انفسهم و صدقوا بانهم فعلا ينحدرون من ال البيت.
و حتى و ان انحدر هؤلاء من ال البيت، نتساءل عما اذا كان ذلك سببا مقنعا، يجعلهم يستعملون تاج المملكة في اختامهم، و يصنفون الخدمات الجليلة المقدمة للوطن و المواطن، و اغلبهم يستسقظ بعد الساعة الواحدة زوالا و لا ينام الى بعد اذان الفجر…. أو ليس هذا هو العبث بلحمه و شحمه؟