المحرر الرباط
من بين التزكيات التي اسقطت القناع عن حزب البيجيدي، و ضربت شعارات الكفاءة التي يرفعها صقوره في الصفر، ترشيح حماد القباج للانتخابات المقبلة، و استبعاد أشخاص اخرين حاصلين على شواهد عليا، و بامكانهم مناقشة القوانين و التشريعات بطريقة تشرف الحزب و تخدم الوطن و المواطنين، في وقت يعلم فيه الجميع، أن الشيخ السلفي الذي تمت تزكيته من قبل البيجيديين، لم يستطع حتى الحصول على شهادة مدرسية، و كل ما في جعبته، هي “اجازات”، مقدمة من طرف شيوخ متخصصين في تلاوة القران الكريم لا غير.
وقد يكون الامر جد عادي، ان رشح حزب اخر، شخصا لم يحصل حتى على شهادة الباكالوريا، و دعمه كي يصل الى قبة البرلمان، لكن أن يفعلها حزب العدالة و التنمية، الذي يؤكد على أنه لا يزكي الا الكفاءات العلمية، فان الامر يحتاج الى اعادة نظر، و يطرح عدة تساؤلات، حول ما اذا كان بنكيران، يسعى فعلا الى النهوض بمستوى مؤسساتنا التشريعية، أم يهدف الى العودة بها الى عصر الخيمة و الناقة و الجواري و ما ملكت الأيمان و الزواج العُرفي، خصوصا في ظل الافكار المعروفة التي يتبناها تلميذ الشيخ المغراوي.
و قد شاءت الاقدار، أن يتعرض الشيخ حماد القباج، لحادثة سير منعته من اتمام دراسته، بعدما اصيب بشلل رباعي، ليعود بعد ذلك الى الصف دون التمكن من الحصول على شهادة تمكنه من الاندماج بشكل فعلي داخل هياكل البرلمان، اللهم ان كان بنكيران، يسعى الى تعزيز المقاعد الفارغة على مدار السنة تحت القبة، بمؤذن يؤذن للصلاة، و يعلم نواب الامة القراءات العشر للقران الكريم، في وقت يعلم فيه الامين العام لحزب العدالة و التنمية، أن الشيخ بنحماد، لا يستطيع أن يكون عضوا فاعلا في اية لجنة برلمانية تماما كما هو الشأن بالنسبة للعشرات من النواب الذين لم يجتهدوا في دراستهم.
حماد القباج، الشيخ السلفي المعروف، من الممكن أن يصبح نائبا للامة، بعدما كفر في وقت سابق كل من يعارض العدالة و التنمية، و علما أن الانتخابات التشريعية، تتعارض أصلا مع المبادئ التي يؤمن بها كرجل يتبنى الفكر السلفي، الذي لا يعترف الا ب “الشورى”، و هو ما قد يفتح أبواب البرلمان، لخرجات اعلامية جديدة، ربما قد تتحول الى تعليقات بنكهة دينية محضة، أو من يدري ربما نسمع في القادم من الايام تكفير نائب أو نائبة لمجرد اعتراضهما على سياسة المصباح.