طاطا:عيش نهار تسمع أخبار…!!؟

رضوان ادليمي المحرر

 

يعاني إقليم طاطا من عدة مشاكل على كافة الأصعدة ،فما أن تطأ قدماك هذا الجزء القصي من بلاد المغرب حتى تتراءى لك مظاهر الحزن والفقر والهشاشة .وللأسف رغم المجهودات المبذولة إلا أن تلك المبادرات تبقى حبرا على ورق أو مشاريع بعيدة كل البعد عن تطلعات المواطنين،فلا الدولة وبكل هيلمانها قادرة على إيجاد الحلول المناسبة للخروج من هذا الواقع المر ،ولا أبناء الاقليم قادرين على خلق الفارق و تحسين ظروف عيشهم .وما زاد الأمر سوءا وقتامة ،الجانب الصحي الذي يعتبر من أولوية الاولويات ،إلا ان الدولة برهنت أنها فاشلة وعاجزة عن قصد ،فبالرغم من أن إقليم طاطا به ساكنة كبيرة ومستشفى إقليمي و عدة مستوصفات ،إلا ان الساكنة تعاني يوميا من عدم وجود الأطباء والممرضين ،مما يدفع بهم إلى سلك دروب اخرى منها مصارعة الموت هربا الى أقرب مدينة وهي اگادير ،أو مغالبة المرض والصبر و اللجوء الى الطب الشعبي في زمن الألفية و الاستسلام     للموت البطيء. الدولة وفي اطار البحث عن حل لعجزها في توفير الأطباء لجأت الى فكرة أقل ما يقال عنها أنها حمقاء و صبيانية وهي استقدام أطباء من دولة السنيغال الشقيقة للاشتغال بالاقليم ..فكيف سيتأقلم هؤلاء مع ساكنة تختلف عنهم لغة وتقاليدا .لكن ليس هذا هو المشكل ،المشكل الحقيقي هو هل إنعدمت الحلول ولم نجد سبيلا سوى التعاقد مع أطباء سنيغاليين ،ألسنا نحن المغاربة  من نقدم الخدمات الطبية في أقصى وأقسى المناطق في العالم مخيمات الزعتري وأدغال افريقيا وغيرهما كثير ،تبنى مستشفيات عسكرية بطواقم وكوادر طبية على أعلى مستوى،وبوسائل وتجهيزات ممتازة ،و كل هذا بالمجان ونعجز ونأتي بمجلدات من الاسباب حين يتعلق الامر بأبناء الوطن وخصوصا إقليم طاطا المهمش ..فلك الله يا وطني في زمن كانت أرحام الامهات تلد الرجال وأصبحت تلد الجبناء والفاسدين ،مشكل طاطا الصحي ليس في عدم رغبة الأطباء المغاربة العمل بالاقليم ،ولكن السبب الحقيقي إنعدام المستشفى على وسائل الاشتغال الضرورية ،وعجز المسؤولين في توفير سكن يليق بالاطباء المقيمين ،وتحفيز الخريجين الجدد بالاشتغال وتشجيعهم على منهجية العمل بالمداورة ،أي الاشتغال لمدة محددة و تغيير مقر العمل ،وهناك حلول عديدة لللخروج من هذا المأزق لكن أشباه المسؤولين يرتمون غالبا نحو الحل السهل وهو التعاقد مع الاجنبي وللاشارة إقليم طاطا وميزانيته هي التي ستتكلف بتسديد الفاتورة وليست الوزارة الوصية.

زر الذهاب إلى الأعلى