المحرر ـ الرباط
للمرة الخامسة يخسر المغرب شرف تنظيم تظاهرة كأس العالم “مونديال 2026 ” في مواجهة الملف اللأمريكي الثلاثي، بـ 65 صوتا مقابل 134 ، أصوات كان منها دول عربية إختارت الاصطفاف إلى جانب الملف الأمريكي وفي مقدمتها صوت الاتحاد السعودي لكرة القدم. في جلسة اختيار منظم مونديال 2026 التي احضنتها العاصمة الروسية موسكو اليوم
خسارة المغرب لاحتضان حلم المونديال جاء هذه المرة بطعنة في الظهر من طرف المملكة العربية السعودية، التي تخلت عن الحيادية المفترضة، واختارت ان تكون طرفا رابعا منافسا، بجانب الدول الثلاث المتقدمة بطلب الترشيح، ولم يكتف الاتحاد السعودي بإعلان مساندتهفقط ، بل تجاوز ذلك بالضغط على إتحادات عربية وغير عربية للتصويت ضد المغرب،
ان ما حدث اليوم يشكل درسا بليغا للمغرب، يتلخص في كون المغرب ينبغي ان يعيد النظر في مسألة علاقاته مع العربية السعودية ليست فقط على المستوى الرياضي بل في كل المجالات،لان مثل هكذا نظام لا رجاء ينتظر منه، ما دام لم يراع للتضحيات الكبيرة التي قدمها المغرب له منذ عقود، آخرها كان سقوط شهيد الواجب الطيار المغربي،في اطار عاصفة الحزم، دفاعا عن أمن السعودية ودرءا للأخطار التي تهددها من اليمن.
مفهوم جدا ان موقف السعوديين اليوم بموسكو ضد المغرب، جاء كرد فعل واضح على موقف المملكة المغربية، من الخلاف الخليجي وحصار دولة قطر، حيث عبر المغرب عن موقف محايد ومتوازن تمثل في الحياد التام والحفاظ على مسافة واحدة مع كل أطراف الأزمة، وهو موقف يحسب للدبلوماسية المغربي، لكنه لم يعجب بتاتا النظام السعودي، وكان ملف ترشيح المغرب لتنظيم المونديال المناسبة الملائمة ليفرغ انتقامه وحقده، ويزرع سكين الغدر في خاصرة المغرب.
ان العقد النفسية التي تعشعش في المسؤولين السعوديين، تظهر عادة بتجلياتها الاستعلائية الفارغة ، في تعاملهم مع الاخر ، عربيا كان ام اسلاميا ، وهذه التجليات تظهر بابشع صورها ، عندما يكون هذا الاخر افضل منهم، واكثر ابداعا واستقلالية، وهو الأمر الذي يثير فيهم مشاعر بدوية متنوعة من الحقد الاعمى،والحسد ووالانتقام لمجرد الانتقام
الى حد كبير يمكن تفهم الامتعاض الكبير الذي أصاب المواطنين، بعد الخيانة السعودية ولا نستغرب ان يصل بعضها الى حد استعمال عبارات من قبيل “الأعراب أشد نفاقا” و “من تنكر لاخيه حتى في حال السلم فكيف سيكون إلى جانبه في حال الحرب3 وغيرها من العبارات التي تبرز مدى الألم و”الشمتة” التي تنتاب المغاربة، لكن الحقيقة أن كأس العالم سياسة والتصويت كان سياسيا، ولا علاقة لذلك بالأخوة أو العلاقات الطيبة، لذا على المسؤولين المغاربة ان يضعوا مثل هذه العبارات في الرف، والاعتماد على نهج سياسة بارغماتية ومصلحاتية تفيد وتبني، عوض التيه وراء الشعارات الرنانة التي تتداول في المحافل الديبلوماسية لكنها لا تنتج سوى الفراغ والفشل، كما حدث اليوم في موسكو