“البسيج” و “الحاسة السادسة”: عندما يصبح للإستقرار عنوانا

المحرر الرباط

 

لا يمكن في هذا المقال أن نتحدث عن الأمن، طالما أننا نعيش في دولة آخر ما يشكل هاجسا بالنسبة لمواطنيها هو هذا العامل، ودلك بعدما استطاع رجال الأمن الوطني أن ينتزعوا شهادة الإيزو عن جدارة و استحقاق، في وقت أصبحت فيه المديرية العامة للامن الوطني تعتبر الاقرب الى المواطن بالمقارنة مع مجموعة من الادارات العمومية.

 

الامن متوفر و بشهادة الجميع، في ظل المعطيات المتداولة، و الاحصائيات التي يتم تقديمها بخصوص نتائج الحملات الامنية المتواصلة و التي عادة ما تسفر عن اعتقالات و تدخلات امنية تحول دون المساس بالمواطنين و بممتلكاتهم، بل و أننا سمعنا في أكثر من مناسبة تعرض رجال الشرطة للاعتداء أثناء تدخلاتهم البطولية لحماية المواطن، و هو ما يفسر الحماس و الحيوية التي باتوا يعيشون على وقعها منذ تعيين الحموشي على رأس المديرية العامة للامن الوطني.

 

الحديث بهذه المناسبة، يجب أن يميط اللثام عن الاستقرار، و محاربة الجريمة التي تضر بالوطن و بأوطان أخرى، و العوامل التي تساهم في الحفاظ عليه، و محاربة كل داء من شأنه أن ينتقل بين دول العالم، و أن يتسبب في تفريخ الجريمة و الفساد بل في بعض الاحيان، قد يكون مصدرا لحمامات الدم التي تفسد فرحة الانسان، و تجعله يعيش تحت وطأة الارهاب.

 

و عندما نتحدث عن المكتب المركزي للابحاث القضائية، فأن الامر يتعلق بأحد هذه العوامل التي ساهمت منذ تأسيس في تجنيب بلادنا و عدد من دول الجوار، حمامات دم كان الارهابيون يعتزمون القيام بها انطلاقا من الشبكة العنكبوتية، و حالت دون جعل الكثير من الدول الاروبية سوقا سوداء للاتجار في المخدرات الصلبة و البشر، من خلال عمليات دقيقة استطاع المسؤولون على انجاحها القيام بها بطرق أحسن من تلك الاي نتابعها في افلام الاكشن.

 

ما تحقق من انجازات في هذا الصدد، ما كان ليتحقق لولا يقظة الحاسة السادسة للاجهزة الامنية، و التي تعتبر مصدرا لقنوات المعلومة، و تتبعها قبل بلورتها، و تقديم الملف جاهزا لرجال الميدان قصد العمل على انهائه و وضعه في الارشيف، حيث يعلم الجميع بأن المديرية العامة للمحافظة على التراب الوطني، المعروفة اختصارا ب “الديستي” تعتبر مصدر كل عملية كبيرة تقوم بها الاجهزة الامنية، و يتداولها الاعلاميون كما يتداولون البطولات.

 

تفكيك الشبكة التي تنشط في مجال الهجرة السرية و تزوير اوراق الاقامة، الذي تمكن منه عناصر البسيج اليوم، ماكان ليكون لولا يقظة الحاسة السادسة للامن، و التي انكبت طيلة أيام على تتبع عناصر الجريمة، و الربط بين عناصرها، و تحديد أمكنة المتورطين فيها، قبل وضع الملف جاهزا فوق طاولة عبد الحق الخيام، الذي يلعب رفقة رجاله، دورا مهما في اتمام الابحاث، و غلق القضايا بشكل نهائي في احترام تام للمواثيق الدولية التي تعهد باحترامها.

 

المجهودات التي جنى المغرب و عشرات الدول الاروبية ثمارها، لا يمكن أن تكون سوى نتاجا لعقود من العمل الجاد، و تحصيل حاصل على مستوى الخبرة و المهنية، التي استطاع عبد اللطيف الحموشي و المئات من رجاله مراكمتها في حربهم الضروس ضد الارهاب، و لعل ما وقع بالبيضاء سنة 2003، كان بمثابة الضربة التي قوّت حاستنا السادسة، و جعلتنا ضلعاء في استباق الارهاب و اصطياده قبل أكل الطعم، ما جعلنا بلد امن و أمان تُضرب به الأمثلة.

زر الذهاب إلى الأعلى