سفير ليبي يكشف كواليس اللحظات الأخيرة قبل مقتل معمر القذافي

المحررـ وكالات

كشف محمد القشاط، آخر سفير ليبي بالسعودية في عهد معمر القذافي، ومندوب ليبيا الدائم في منظمة المؤتمر الإسلامي، أن الرئيس الليبي الراحل كان يعمل على إعادة الرئيس التونسي بن علي للحكم بعد الثورة التونسية لكن الوقت لم يُسعفه.

القشاط كشف في حديثه لمجلة الأهرام العربي عن لقائه بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في السعودية، وقال: «التقيت بن علي بعد موافقة القذافي وأبلغته وصية الرئيس الليبي الراحل وهي: سنناقش ما حدث في تونس في المؤتمر الإفريقي وسنجمّد عضويتها.. ويستحسن أن تخرج إلى أوروبا حتى يسهل الاتصال بكم». قال إن القذافي كلَّفه بتقديم مبلغ 250 ألف دولار لينفق منها على نفسه وأسرته، لكن بن علي أنكر بعد ذلك أنه حصل على أموال من القذافي.

حول كيفية الوصول إلى مكان القذافي قال القشاط، ذات ليلة رصد الناتو مكالمة له مع قناة سورية وتلك كانت غلطة النهاية، ولما أحسّ بالخطر خرج ومن معه من الحراسات وعددهم 70 رجلاً، لكن طائرات الأباتشي الفرنسية رصدتهم فدخلوا في نفق «أنبوب خرساني» مجهّز لمياه السيول، وعند خروجهم من الناحية الأخرى أطلقت عليهم الطائرات الأباتشي الغازات السامة والصواريخ، وأصيب القذافي وبين أيدي شباب مصراتة لقي حتفه، وبعد أن قتلوا باقي أفراد الحراسة حفروا لهم في الصحراء وردموا عليهم.

بخصوص أولاد القذافي، قال السفير الأسبق لليبيا في السعودية أن الساعدي أرسل له ثلاث رسائل لإيصالها لوزير الخارجية السعودي، والثانية لرئيس مجلس الشورى والثالثة للملك عبدالله، ليكتشف أنه يطلب حق اللجوء السياسي، لكنه عندما خرج من ليبيا إلى النيجر لكن تم تسليمه بعد ذلك وأودع السجن.

أما سيف الإسلام القذافي، فكشف القشاط أن الابن الأكبر للقذافي كان مسؤولاً عن تأجير أراضٍ ليبية بحجم 15 كيلومتراً على ساحل البحر شرق ليبيا لمؤسسة مالطية لمدة 99 سنة، وقال إن بنكاً فرنسياً يقف خلف تمويل عمليات التأجير هذه، وإن المؤجرين الحقيقيين يهود.

وحول بزوغ نجم خليفة حفتر، قال القشاط إنه التقاه قبل بدء عملية «الكرامة» بأربعة أشهر في الجزائر لوضع خارطة طريق، مشيراً إلى أنهم اتفقوا على استنساخ التجربة المصرية في ليبيا.

وقال إنه تم الاتفاق على بنود أربعة من أجل دعم خليفة حفتر وهي: لا حديث عن ثورة فبراير أو ثورة الفاتح من سبتمبر، وضرورة عودة الجيش والشرطة والقضاء وإرجاع الموظفين، وطرد الميليشيات وعدم ضمهم للجيش، تجميع الليبيين من المشايخ والأعيان ليكونوا مجلساً للشيوخ يشرف على الدستور ويقروا «العلم والنشيد»، ويختاروا حكومة مؤقتة تشرف على الانتخابات، وعدم السماح لوجود قواعد أجنبية.

يُذكر أن محمد سعيد القشاط كان سفيراً لبلده الجماهيرية الليبية لمدة 12 عاماً لدى السعودية، وهو مَنْ استقبل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي هناك واضطر بسبب رفض بعض الدول العربية استقباله، لشراء جواز سفر جديد باسم جديد ودخل دولة أخرى ومكث بها 40 شهراً قبل أن يأتي للاستقرار في مصر، وفق ما قاله لمجلة الأهرام العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى